"غير مذنب"... كان حكم مجلس الشيوخ الأميركي أمس على الرئيس بيل كلينتون في التهمتين اللتين وجههما إليه مجلس النواب وهما "الكذب تحت القسم" و"عرقلة مجرى العدالة" في فضيحة "مونيكا غيت" التي بدأت قبل نحو 13 شهراً. ولم يوجه إلى كلينتون أي توبيخ، وأبلغت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت قرار المجلس بصفتها صاحبة المنصب الأرفع في الإدارة بعد الرئيس. واخرج اعضاء مجلس الشيوخ من القاعة بسرعة بعد تلاوة الحكم، وذلك اثر تلقي بلاغ كاذب عن وجود عبوة ناسفة. وفتش ضباط الأمن قاعات الكابيتول، قصر المجلس. ورأس جلسة التصويت العلنية القاضي وليم رنكويست رئيس المحكمة العليا الذي أبلغه زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس السيناتور ترنت لوت استعداد الشيوخ للتصويت على التهمتين. وطلب رنكويست من الحضور الامتناع عن الاعراب عن المشاعر علناً بعد التصويت، ودعا أحد الموظفين إلى قراءة مضمون التهمة الأولى وهي "الكذب تحت القسم" من جانب الرئيس كلينتون في شهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى في آب اغسطس الماضي. وطالب رئيس المحكمة من الشيوخ التصويت "مذنب" أو "غير مذنب"، مذكراً اياهم بأن إدانة الرئيس وعزله يتطلبان تصويت غالبية الثلثين، أي 67 من أعضاء مجلس الشيوخ لمصلحة الادانة. وبدأ التصويت، وقرأت إحدى الموظفات اسماء الشيوخ بحسب الترتيب الأبجدي. وفي ختام التصويت الأول، اعتبر 55 من الشيوخ ان كلينتون "غير مذنب" في مقابل 45 اعتبروه "مذنباً". ولوحظ ان عشرة جمهوريين صوتوا إلى جانب الديموقراطيين. وقرأ رنكويست نتيجة التصويت الأول، معتبراً ان الرئيس "غير مذنب" في ما يتعلق بالتهمة الأولى. وطلب رئيس المحكمة قراءة التهمة الثانية وهي "عرقلة مجرى العدالة" بتدخل كلينتون لتغيير شهادات مساعديه واخفاء الأدلة. وبعد ذلك، جرى التصويت على التهمة، وكانت النتيجة اعتبار خمسين من أعضاء المجلس أن الرئيس "غير مذنب" في مقابل 50 اعتبروه "مذنباً". وصوّت خمسة جمهوريين إلى جانب الديموقراطيين بالنسبة إلى هذه التهمة، ولوحظ ان نتائج التصويت على التهمتين، أظهرت عدم توفر ولو "غالبية بسيطة" لاعتبار الرئيس "مذنباً"، ناهيك عن توفر "غالبية الثلثين". ونتج ذلك عن قرار المعتدلين من الجمهوريين عدم إدانة كلينتون. وقرأ القاضي رنكويست النتيجة وقال إن "محكمة مجلس الشيوخ وجدت وليم جيفرسون كلينتون غير مذنب في التهمتين الموجهتين إليه من مجلس النواب". وانتهت جلسة المحاكمة الأخيرة بتبادل كلمات الشكر بين القاضي رنكويست وزعيم الغالبية لوت الذي قدم إلى رئيس المحكمة العليا هدية رمزية هي عبارة عن مطرقة مذهبة. ورفض المجلس اقتراحاً قدمته السيناتورة دايان فاينستين بتوجيه توبيخ إلى كلينتون. وأفادت مصادر البيت الأبيض ان الرئيس لم يتابع وقائع التصويت عبر التلفزيون خلافاً لبطلة الفضيحة مونيكا لوينسكي.