واشنطن - أ ف ب، رويترز - بعد تصويت مجلس النواب على بنود اقالة الرئيس بيل كلينتون، ستواجه الولاياتالمتحدة قريبا محاكمة القرن عندما يجتمع مجلس الشيوخ لمحاكمة الرئيس الثاني والاربعين بتهمة الكذب تحت القسم وعرقلة عمل العدالة في قضية مونيكا لوينسكي. ونظرا لغياب سابقة تاريخية قريبة العهد كونها المحاكمة الاولى لرئيس اميركي الى اكثر من قرن، لم يستطع كثير من الخبراء التنبؤ بما ستؤول اليه الاوضاع الفترة التي ستستغرقها المحاكمة. وليس مجلس الشيوخ مرغما على السير في المحاكمة حتى نهايتها. وباستطاعته اتخاذ قرار بالتأجيل بواسطة التصويت بغالبية بسيطة. وبامكان مجلس الشيوخ ايضاً ابدال توبيخ رسمي بالمحاكمة، وهو الخيار الذي تتمناه غالبية الاميركيين. لكن زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس السناتور ترينت لوت اغلق الباب بوجه اي تسوية. وقال ان المجلس سيقوم بواجباته الدستورية وسيجري المحاكمة ولن تكون هناك مفاوضات عند البدء بها. ويرى متفائلون ان المحاكمة في مجلس الشيوخ ستكون سريعة تنتهي في غضون اسابيع بتبرئة كلينتون. ولا يتمتع الجمهوريون في مجلس الشيوخ 55 صوتا بغالبية الثلثين المطلوبة لاقالة الرئيس 67 صوتا. لكن البيت الابيض يخشى اضافة الى المحاكمة بدء حملة عنيفة يشنها الجمهوريون للمطالبة باستقالة الرئيس الاميركي. كما ان الرئيس المنتخب لمجلس النواب بوب ليفينغستون ارسى تحديا امام كلينتون بعدما اعلن استقالته من المنصب بعد الكشف عن علاقات سابقة اقامها خارج الزواج.واعرب عن امله في ان يحذو كلينتون حذوه. وكان رئيس اللجنة القضائية في المجلس هنري هايد طالب قبل ايام قليلة الرئيس الاميركي بتقديم استقالته. وفي غضون ذلك، دعا السناتور الاميركي الديموقراطي ادوارد كينيدي، شقيق الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي، الى التصويت على توجيه توبيخ وليس على محاكمة الرئيس بيل كلينتون في مجلس الشيوخ. وقال في بيان "امل ان تتصرف القيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ بمسؤولية اكبر من مجلس النواب وان تعطي المجلس فرصة التصويت على مذكرة توبيخ وليس جر المجلس والبلاد الى صدمة محاكمة". واضاف ان تصويت مجلس النواب "هو اهانة للدستور وللبلاد". في هذه الاثناء، اعاد كلينتون التأكيد على انه لن يستقيل. واعلن الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان الرئيس "لا يزال مصمما على التوصل الى تسوية تضع هذه القضية وراءنا". ومن جهته، يعاني الرأي العام الاميركي من الحيرة رغم رغبته في التخلص من فضيحة طالت كثيراً. وأظهرت الاستطلاعات ان 62 في المئة طلبوا من ممثليهم التصويت ضد اقالة كلينتون. الا ان 43 في المئة منهم اعربوا عن أملهم في تقديمه استقالته اذا وافق مجلس النواب على الاقالة، في مقابل 53 في المئة عارضوا ذلك. الى ذلك، اعلن النائب الجمهوري عن ولاية ايلينوي دنيس هاستيرت ترشيح نفسه لمنصب رئيس مجلس النواب بعد قرار بوب ليفينغستون التخلي عن هذا المنصب ومغادرة الكونغرس بعد الكشف عن علاقات سابقة اقامها خارج الزواج. ويرغب هاستيرت 56 عاماً ان يخلف رئيس المجلس الحالي نيوت غينغريتش الذي اعلن ايضاً استقالته بعد الفشل النسبي الذي مني به الحزب الجمهوري في الانتخابات في تشرين الثانينوفمبر الماضي. وهاستيرت من الوجوه البارزة لدى الجمهوريين في مجلس النواب وهو استاذ سابق في التاريخ ومدرب مصارعة وانتخب نائباً منذ العام 1986