تدخل محاكمة الرئيس بيل كلينتون في مجلس الشيوخ الاميركي اسبوعها الحاسم اليوم خصوصاً لجهة تحديد الاتجاهات التي سيسير عليها اعضاء المجلس بصفتهم محلفين، ولجهة بحث مصير فضيحة "مونيكا غيت" التي تحولت الى قضية دستورية لم يسبق ان واجهت الولاياتالمتحدة مثلها منذ اكثر من 131 سنة. وكان العنصر الجديد والمثير في آن عودة بطلة الفضيحة مونيكا لوينسكي الى واشنطن السبت، بأمر من المحقق الخاص كينيث ستار وتحت طائلة الغاء الحصانة القانونية المعطاة لها اذا تخلّفت. وامضت لوينسكي وقتاً طويلاً ظهر امس في اجتماع "غير رسمي" مع فريق عمل يمثل المحقق الخاص، وردّت على اسئلة وجهها اليها بطريقة غير مباشرة وعبر المحقق الخاص، الادعاء الممثل بعضوين من مجلس النواب. وأثار استدعاء لوينسكي قسراً وبأمر قضائي، موجة احتجاجات من الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الذين اعتبروا ان رفاقهم الجمهوريين خرقوا اتفاقاً على تأجيل دعوة الشهود الى ما بعد الانتهاء من المرافعات والتصويت على هذه الدعوة من جانب اعضاء المجلس، وبدا واضحاً امس ان الانقسام الحزبي عاد الى الظهور بأسوأ اشكاله في الكونغرس مع اقتراب مرحلة الحسم والقرار، ذلك ان مجلس الشيوخ سيعود بعد ظهر اليوم الاثنين الى الانعقاد كمحكمة دستورية برئاسة القاضي وليم رينكويست رئيس المحكمة العليا. وفي هذا الاطار، اعلن زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السيناتور ترنت لوت ان الجمهوريين سيطرحون اسئلة خطية على كلينتون، علماً ان البيت الابيض اكد ان الرئيس لن يجيب على الاسئلة وان محاميه هم الذين سيردّون خطياً عليها. وستشهد جلسة بعد الظهر ايضاً تقديم السيناتور روبرت بيرد مشروع قرار باسقاط التهمتين الموجهتين الى الرئيس كلينتون وهما "الكذب تحت القسم" و"عرقلة مجرى العدالة" ويبدو أن هناك شبه إجماع بأن مشروع اسقاط التهم سيفشل. وعندئذ سينتقل مجلس الشيوخ إلى مناقشة امكان دعوة الشهود وفي مقدمهم لوينسكي. وإذا فشل اقتراح دعوة الشهود، سينتقل المجلس إلى التصويت ربما مع نهاية الأسبوع على ما إذا كان الرئيس مذنباً أو بريئاً إذ تتطلب إدانة الرئيس تصويت غالبية الثلثين، أي 67 عضواً عليها. ويملك الجمهوريون 55 مقعداً فقط في المجلس. واعتبر تشارلز روف محامي الرئيس استدعاء لوينسكي إلى واشنطن للاجابة على أسئلة الادعاء العام بأنه أمر غير طبيعي ومحاولة لترهيب الشاهدة تحت طائلة ايداعها السجن. وأثارت عودة لوينسكي إلى واشنطن والاهتمام الاعلامي الضخم بها حيوية جديدة في محاكمة الرئيس. ورغم أنها لم تدل بأي تصريحات، فإن عدسات المصورين رافقتها من المطار إلى الفندق الذي نزلت فيه. ورابطت الكاميرات طيلة يوم أمس أمام الفندق. وانتقد السيناتور الديموقراطي توم هاركين قرار القاضية الفيديرالية نورما هولاوي جونسون اجبار لوينسكي على الحضور إلى واشنطن، معتبراً ان الدعوة هي من اختصاص مجلس الشيوخ وحده وليست من اختصاص المحقق الخاص ستار. لكن محاولاته وقف مفعول قرار القاضية فشلت عندما رفض القاضي رينكويست التدخل.