روى محمود السواركة الأسير المصري الذي اطلقته اسرائيل اول من امس ل "الحياة" تفاصيل التعذيب الذي تعرض له عقب اعتقاله عام 1977 في العريش للاعتراف بأسماء أعضاء منظمة سيناء العربية. وسرد السواركة قصة اعتقاله التي حدثت بعد 17 يوماً من زفافه وكشف ان السفير المصري في تل ابيب السيد محمد بسيوني كان مسؤولاً عن تدريبه في كتائب الحرس الوطني العام 1961. وقال السواركة "انه انضم الى منظمة سيناء التي تشكلت من المجاهدين عقب نكسة حزيران يونيو عام 1967، وشارك في عمليات عدة لتفجير حافلات اسرائيلية عسكرية كانت تحمل جنود قوات الاحتلال، وعقب تنفيذه آخر عملية شارك فيها دوهم منزله بعد إرشاد عملاء اسرائيليين عنه". وأضاف السواركة: "اقتادوني وزوجتي الى المعتقل، ثم أطلقوا عائشة زوجته واحتجزوني 75 يوماً تعرضت خلالها لتعذيب مبرح. وضعوني في غرفة مثلجة، ومنها مباشرة الى اخرى ألقيت فيها المياه الساخنة على جسدي، واجلسوني على مقعد خشبي به مسامير مقلوبة اخترقت جسدي ثم سار الجنود بأحذيتهم فوقي، وذلك حتى اعترف بأسماء رفاقي أعضاء المنظمة". وعن فترة سجنه عقب صدور أربعة أحكام ضده بالحبس المؤبد، قال السواركة: "احتجزوني في زنزانة طولها متر ونصف المتر وعرضها 70 سنتيمترا لمدة 8 سنوات وكانت ممتلئة بالحشرات، وخرجت منها بعد إضراب نفذه الأسرى العرب داخل السجن، ومنعوا زيارة زوجتي وابنتي لمدة 12 عاماً متصلة، وتمت الزيارة الأولى من شقيقي بعد 10 سنوات من الحكم". واضاف: "ظهرت أعراض مرضية بسيطة للغاية بعد صدور الاحكام وفوجئت باخضاعي لإشراف طلبة كلية الطب، وتعرضت الى 7 عمليات جراحية لا داعي لها كان آخرها في آيار مايو الماضي، وأصابني كل ذلك بأمراض عديدة تسببت في تدهور حالتي الصحية". وقال السواركة ان "السفير المصري في اسرائيل السيد محمد بسيوني كان يزورني باستمرار ويلبي كل طلباتي، لكن ادارة السجن كانت تصادر كل متعلقاتي"، وقال: "بالمناسبة سعادة السفير كان مسؤولاً عن تدريبي في الحرس الوطني عام 1961". ولفت السواركة الى تعرضه لعمليات انتقام عديدة من ابرزها "جنرال اسرائيلي تسببت احدى العمليات في بتر ساقه زار السجن وطلب السماح له بتكسير عظامي غير ان الادارة رفضت ذلك ومنعته من رؤيتي أو لقائي". ورداً على سؤال عن صلة الافراج عنه باطلاق الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام قال: "لا توجد علاقة، لقد رفضت اقتراحاً بالافراج عني مقابل عزام، ولا بد ان يظل هذا الجاسوس في السجن كما حدث معي". وشدد السواركة على انه "لن يكون هناك سلام طالما ظلت القدس والجولان وجنوب لبنان وبقية فلسطين تحت سلطة الاحتلال الاسرائيلي وطالما بنيامين نتانياهو واعوانه يحكمون فلا أمل في السلام الذي لم يتحقق الا بالإنسحاب من كل الاراضي المحتلة. وعن السلام بين مصر واسرائيل قال: "اي سلام؟ الذي يرسل الجواسيس الى مصر لا يرغب في السلام، ومن يهدم منازل الفلسطينيين لاقامة المستوطنات لا يسعى الى السلام ولا يفهم معانيه". وفي لفتة انسانية قال السواركة: "لا استطيع الوفاء لزوجتي وابنتي بما تحملتاه، لقد رفضت عائشة اقتراحي الطلاق، وقامت على تربية سميرة 22 عاماً حتى اصبحت شابة ناضجة متعلمة، لكن لو عاد بي الزمان سأكرر ما فعلته". وكشف السواركة عن وجود 9 مصريين اعتقلوا على فترات متباعدة بعد معاهدة السلام وموجودون حالياً في سجون نفحة والمجدل وعسقلان وبئر سبع، ولا يعرف مصيرهم أو أوضاعهم القانونية. في غضون ذلك، تستعد محافظة شمال سيناء لتنظيم احتفالات لتكريم السواركة، وقال رئيس مدينة رفح الحدودية السيد خيري حسن لپ"الحياة" ان المحافظ قرر اقامة حفلات تكريم رسمية وشعبية للمناضل السواركة ومنحه درع المحافظة وميدالية تذكارية تقديراً لدوره البطولي وأعماله الفدائية، وصدرت تعليمات بتلبية كل مطالب واحتياجات الأسرة".