ما زالت الفنانة نادية الجندي التي تلقب "نجمة الجماهير" تحاول الحفاظ على وجودها وعطائها الفني من خلال اختيارها مواضيع تجذب الجمهور. "الحياة" التقتها وسألتها عن أسباب تأخر عرض فيلمها "الامبراطورة" عاماً كاملاً؟ - ليس لي دخل في هذا التأخير، فهناك شخص واحد يتحكم في ميعاد عرض الفيلم، وهو المنتج هاني جرجس فوزي، وهو أيضاً محكوم بظروف سوق السينما المصرية، وعدد دور العرض، وأشياء أخرى كثيرة، مثل الدعاية والتوقيت المناسب، وأنا لا أتدخل أبداً في موعد عرض أفلامي في دور العرض، فأنا فنانة، أؤدي الدور المطلوب مني، ولا أتدخل في شيء خارج هذا الإطار. لكن يتردد أنك لم تعرضي الفيلم بسبب "صعيدي في الجامعة الاميركية"؟ - غير صحيح بالمرة، وكما قلت هذه أشياء لا دخل للفنان فيها، وليس من حقي أن أعرض أو امنع فيلماً لي، إلا إذا كان من إنتاجي الشخصي و"الامبراطورة" ليس من إنتاجي. ما رأيك في تصاعد نجومية محمد هنيدي؟ - هنيدي محبوب، والناس تحتاج الى بسمة، وهذا ما يقدمه هنيدي، لكنه ليس وليد "إسماعيلية رايح جاي"، و"صعيدي في الجامعة الاميركية"، لهنيدي أفلام كثيرة قبل هذين الفيلمين، ونجاحه راجع الى أن الفيلمين وصلا الى الناس بدرجة محسوسة، فترجم الجمهور هذا الوصول والإحساس الى أرقام وإيرادات عالية جداً. ما رأيك في المقارنة بين عادل إمام ومحمد هنيدي؟ - أرفض، أي مقارنة بين عادل إمام، بكل تاريخه ونجوميته وجماهيريته، ومحمد هنيدي، الذي سيكون الخاسر، لأن عادل إمام قدمه ثابتة في الأرض، وله قاعدة جماهيرية ما شاء الله، يحسد عليها، وأي فنان أو نجم يتمنى أن يصل الى ما وصل اليه عادل، لكن هنيدي ما زال المشوار أمامه طويلا وأعتقد أن هذه المقارنة غير مجدية. ما تفسيرك لهبوط إيرادات أفلامك الأخيرة؟ - هذا لم يحدث، فأفلامي ما زالت تحقق أعلى الايرادات والمنافسة محصورة بيني وبين عادل إمام في الايرادات، وحكاية هبوط الايرادات لا يرددها إلا الحاقدون. هناك اتهام بأن مواضيع أفلامك متشابهة؟ - أعشق التعامل مع فريق معين، سواء في الاخراج أو التمثيل، وحتى عمال الإضاءة لأن هذا يمنحني الأمان، وهؤلاء يفهمون نادية الجندي جيداً، لذلك لا أغير في فريقي إلا قليلاً، وربما جاءت من هنا فكرة تشابه موضوعات أفلامي، لكن لو دققت النظر لوجدت أن "خمسة باب" غير "48 ساعة في إسرائيل"، وهكذا. متى تفكر نادية الجندي في الاعتزال؟ - هذا أمر غير وارد حالياً، على الأقل، فنحن لسنا "خيل حكومة" في سن معين يتم "ضربها بالنار"، الفن عطاء وإحساس، وطول ما نادية الجندي تمتلك هذه الصفات، فسوف تستمر في العطاء الفني خصوصاً أن الجمهور يطالبني بما هو أكثر، يطالبني بالمزيد من الأفلام، فكيف أفكر في الاعتزال؟ لماذا لا تشارك أفلام نادية الجندي في المهرجانات؟ - أنا مقتنعة تماماً، أن حب الجمهور والتفافه حولي ونجاح أفلامي أهم من أي جائزة أحصل عليها من مهرجان ما، ثم ان المهرجانات تحكمها المصالح الشخصية أحياناً، ولا أريد أن يقال إن نادية لم تحصل على جائزة، فالجمهور لا يعرف خفايا وكواليس المهرجانات، بقدر ما يعرف ما هو معلن فقط، لذلك لا أحب الاشتراك في المهرجانات فيكفيني حب الجمهور. لماذا ترفضين الإفصاح عن محتوى فيلمك الجديد، هل تقلدين يوسف شاهين؟ - لا، لا أقلد يوسف شاهين، أو غيره، لكن هذه سياسة نتبعها في العمل، لا معلومات لا صور لا تفاصيل إلا بعد الانتهاء من العمل وتصويره بالكامل، فلا أحد يضمن الظروف، وما سيحدث في الغد، لذلك لا نتكلم عن الفيلم إلا بعد عرضه جماهيرياً ونعرف رأي الجمهور فيه. لماذا لم تشاركي يوسف شاهين أحد أفلامه؟ - أنا أحب يوسف شاهين جداً، وهو مخرج عالمي وعلامة في تاريخ السينما المصرية، ولم اشترك في أفلامه حتى الآن، ربما لأن اتجاهاتنا مختلفة، ورؤيتنا للسينما كذلك، فهو يركز على اشياء معينة في السينما، وعلى موضوعات معينة، وأنا مهتمة بالجمهور، وأشعر أن رسالتي هي إسعاد هذا الجمهور، ربما لذلك لم نلتق أنا وشاهين في عمل واحد حتى الآن. نبيلة عبيد تمثل أمام شاهين، هل تنجح في رأيك؟ - النجاح شيء بيد الله وحده، ولا استطيع أن اتنبأ، لكن هذا جيد بالنسبة الى نبيلة عبيد، أن تقف أمام كاميرا شاهين، بكل ثقله في مصر وفي الخارج، وهو مخرج عالمي ويعرض أفلامه في كثير من الدول الأوروبية، وهذه فرصة بالتأكيد لأي نجم أو نجمة، فرصة أن يراك الآخرون من خلال رؤيتك أنت لا من خلال رؤيتهم. لماذا تصر نادية الجندي على تقديم وجوه شابة؟ - في "الباطنية" قدمت أحمد زكي، وفي "وكالة البلح" قدمت محمود عبدالعزيز في دور متميز ومساحة كبيرة، وبعد ذلك قدمت أحمد عبدالعزيز ومحمد رياض وجمال عبدالناصر وأخيراً ياسر جلال، وأعتقد أن هذا واجبي تجاه السينما، أن أقدم دماء جديدة ووجوهاً جديدة - كما حدث لأحمد زكي - وعندما يكبرون سيقدمون آخرين وهكذا تستمر السينما المصرية في العطاء والاستمرار والوجود. لماذا انت بعيدة عن التلفزيون؟ - لأنه يحتاج الى وقت وتفرغ، أرى أن السينما أحق بهذا الوقت، وللتلفزيون نجومه، وأنا لست تلفزيونية في المقام الأول، بل أنا سينمائية وأعشق فن السينما، لكن لو وجدت سيناريو تلفزيونياً جيداً فلن أتردد عن خوض التجربة.