اصدرت محكمة التمييز العليا الاسبانية في مدريد الاثنين الماضي حكماً بالغاء اجراء الرهن الذي وضعه المصرف العربي - الاسباني على عقار مساحته 70 مليون متر مربع في ماربيا، تعود ملكيته لشركة "ديلونغ ايلاند الاسبانية" التي يملكها رجل الاعمال اللبناني رضا عليوان، الذي كان ينوي اقامة مدينة ملاهٍ في العقار بالاشتراك مع شركة "ماجيك ماوتن" الاميركية في سنة 1994. وينص الحكم الذي حصلت "الحياة" على نصه بالاسبانية على "الغاء القيود واعادة العقار" الى شركة "ديلونغ ايلاند". ومعلوم ان المصرف العربي - الاسباني باع العقار خلال فترة الدعاوى المتتالية الى البنك الليبي العربي الخارجي. وتجدر الاشارة الى ان المساهمين العرب في البنك العربي - الاسباني هم البنك الليبي العربي الخارجي 30 في المئة والشركة الكويتية للتجارة الخارجية والمقاولات والاستثمارات 30 في المئة وبنك الاعتماد الشعبي الجزائري كريدي بوبيولير دالجيري 6 في المئة والبقية لمؤسسات مالية ومصارف اسبانية خاصة. ولم يشأ مدير فرع البنك العربي - الاسباني في ماربيا يواكيم ديل بوزو الذي اتصلت به "الحياة" لاستيضاحه عن تفاصيل القضية التعليق على الموضوع. وقال السيد عليوان الذي اتصلت به "الحياة" في ماربيا: "في 1994 كانت لديّ ارض مساحتها 70 مليون متر مربع في مارمبيا وكان ممنوعاً البناء عليها فتفاوضت مع شركة ديزني الاميركية لانشاء مدينة ملاه، والتقى رئيس الوزراء الاسباني آنذاك ممثلي الشركة لاقناعهم باقامة المشروع في اسبانيا، الا انهم قرروا اقامته في فرنسا. فتابعنا المفاوضات مع شركة اميركية اخرى هي "سيكس فلاغس" التي تملكها شركة "ماجيك ماوتن" وتعاقدنا مع "بكتل" في شأن الدراسات والاستشارات، وكان مدير البنك العربي - الاسباني وقتها صديقاً لي". واضاف "اتفقنا مع المصرف على تمويل المشروع بنحو 250 مليون دولار والتزموا بموجب اتفاق تجميع التمويل لكنهم لم يجدوا اي مصرف للدخول معهم في شراكة. وتابع: "اعطوني 28 مليون دولار للدراسات والخرائط ورخص البناء، وبدأنا في تنفيذ المشروع، لكنهم قرروا وقف التمويل مفضلين تولي التنفيذ مباشرة، فأبلغتهم ان من حقهم تنفيذ المشروع على الجزء الاعلى من الارض التي جزأوها". وزاد "نفذوا على الجزء الاعلى من الارض واخذوا 65 مليون متر منها فأبلغتهم ان هذه المساحة هي مقابل الپ28مليون دولار التي قدموها، فزعموا انهم اشتروا الارض بالمزاد العلني لأنهم لم يجدوا مصارف تشاركهم بمبلغ 250 مليون دولار، وان رأس مالهم 200 مليون دولار ولا يحق لهم اعطاء اكثر من 25 في المئة من رأس المال". واعرب عليوان عن اعتقاده بأن "المصرف تصرّف بهذه العملية كلها لأخذ الارض، ولكنني قدمت شكوى ضدهم لأنهم ارادوا ابقاء الرهن على كل الارض من دون الاكتفاء بالجزء الاعلى منها، ولكنهم ربحوا الدعوى في ماربيا في البداية ثم ربحوها بالاستئناف في مالاغا الى ان صدر الحكم عن المحكمة العليا هذا الاسبوع في مدريد الذي يلغي كل الاحكام السابقة". وقال "ان المشكلة الآن هي ان المصرف باع الارض الى البنك العربي الخارجي الليبي الذي يقول ممثله انه طرف ثالث حسن النية وانه اشتراها من دون علمه بالقضايا العالقة حولها". وتساءل عليوان: "كيف يكون المصرف الليبي طرفاً ثالثاً لا علم له بالقضايا العالقة على العقار وهو يملك 30 في المئة في المصرف العربي الاسباني".