ذكرت احصاءات رسمية ان حجم الاستثمارات العربية في تونس ارتفع الى 3.2 بليون دينار نحو 3 بلايين دولار في الاعوام العشرة الأخيرة، أي 9 في المئة من الحجم الاجمالي للاستثمارات التي اسقطبتها تونس في تلك الفترة. وحلت الاستثمارات السعودية في المرتبة الأولى والاستثمارات الكويتية في المرتبة الثانية. وأظهرت الاحصاءات ان الاستثمارات العربية تركزت في قطاع المصارف والسياحة والمشاريع الزراعية، وأتاحت اقامة 1200 مؤسسة اقتصادية وتوفير 80 ألف فرصة عمل. وتستقطب تونس 13 في المئة من الاستثمارات المتجهة الى منطقتي شمال افريقيا والشرق الأوسط. ولعبت "الشركة التونسية - السعودية للاستثمار الانمائي" و"المصرف التونسي - الكويتي للتنمية" و"بنك تونس والامارات للاستثمار والتنمية" و"البنك التونسي - القطري" دوراً أساسياً كأدوات لتنشيط الاستثمار العربي في تونس. وساهمت "الشركة التونسية - السعودية" في إقامة 310 مشاريع في تونس بينها 103 مشاريع في القطاع الصناعي و63 مشروعاً في القطاع الزراعي والصيد البحري و144 مشروعاً في قطاعي السياحة والخدمات. وتكثفت الاستثمارات السعودية في الفترة الأخيرة بعد اقامة مدينة جديدة في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس اطلق عليها اسم "منتزه قرطاج" تطل على ثلاث أجمل مدن ساحلية في الضاحية هي المرسى وقرطاج وسيدي بوسعيد. وتشمل المدينة التي انشأتها "شركة منتزه شواطئ قرطاج" المتفرعة عن "المجموعة السعودية للاستثمار" برساسة السيد فهد العذل، أكثر من 25 هكتاراً. وهي تتألف من مجمع فلل وشقق فخمة على طراز العمارة الاندلسية ومجمع سياحي يضم فندقاً فئة خمس نجوم 600 سرير وشققاً فندقية سعتها 450 سريراً. كما تتألف من مركز ترفيهي هو الأول في تونس ومجمع تجاري تقدر مساحته بپ11 ألف متر مربع. وتعتبر المدينة التي ستتسع لپ3 الاف ساكن، اكبر مشروع استثماري عربي في تونس، ويلاقي تسويق قسميه العقاري والتجاري إقبالاً كبيراً، فيما عهد المستثمرون السعوديون لمجموعة "غولدن توليب" الفندقية التابعة لشركة KLM الهولندية ادارة المجمع السياحي لمدة عشرة أعوام. من جهة أخرى، لم يكن حجم الاستثمارات الليبية كبيراً في الاعوام الماضية، اذ لم يتجاوز عدد المشاريع المشتركة التي اقيمت حتى عام 1994 في تونس 10 مشاريع تقدر قيمتها بپ5.3 مليون دينار 5 ملايين دولار ساعدت في ايجاد 500 فرصة عمل. إلا أن تدفق الاستثمارات الليبية المباشرة تكثف بعد عام 1995، وتم انشاء ستة مشاريع صناعية مشتركة وثمانية مشاريع زراعية وثلاثة مشاريع خدمية في الاعوام الثلاثة الأخيرة. وارتفع العدد الاجالي للمشاريع الليبية المصدرة جزئياً أو كلياً التي أقيمت في تونس، مطلع السنة الجارية الى 26 وحدة صناعية، وقدر حجم استثماراتها بما يزيد على 26 مليون دينار 24 مليون دولار استطاعت ان تؤمن 1350 فرصة عمل. وقال مسؤول في "البنك التونسي - الكويتي للتنمية" لپ"الحياة" ان عدد المشاريع التي ساهم البنك في تمويلها ارتفع الى 331 مشروعاً بينها 178 مشروعاً في القطاع العقاري والسياحي و129 مشروعاً في القطاع الصناعي و24 مشروعاً في القطاع الزراعي. وأوضح ان حجم الاستثمارات التي نفذها البنك ارتفع حتى أواخر ايلول سبتمبر الماضي الى 143 مليون دولار في القطاع الصناعي و209 ملايين دولار في القطاع السياحي والعقاري و10 ملايين دولار في القطاع الزراعي، اي ان الحجم الاجمالي ارتفع الى 362 مليون دولار. وتوسعت الاستثمارات الكويتية أخيراً لتشمل قطاع التفتيش عن النفط بعدما حصلت مجموعة "كوفباك" الكويتية على ترخيص للتفتيش في محافظة "المهدية" وسط، ثم بدأت الاستخراج والاستثمار بكميات تجارية من حقل "سيدي كيلاني" وسط الذي يعتبر الحقل الثاني في تونس على صعيد الانتاج واستقطاب استثمارات تقدر بپ100 مليون دولار. الى ذلك قدر حجم القروض التي منحها "الصندوق الكويتي للتنمية" لتونس بپ450 مليون دولار استخدمت في تنفيذ 27 مشروعاً تنموياً مقرراً في خطط التنمية التي وضعتها تونس في العقدين الماضيين.