عززت نتائج انتخابات قائمة مرشحي تكتل "ليكود" الحاكم للانتخابات النيابية المقبلة في اسرائيل فرص فوز رئيس الوزراء الاسرائيلي، زعيم التكتل بنيامين نتانياهو. وبفوز ثلاثة من أبرز رموز اليهود الشرقيين في المواقع المتقدمة للقائمة، هم سلفان شالوم ومئير شتريت وموشيه كتساب، ضمن نتاناهو الى حد كبير غالبية الناخبين اليهود الشرقيين الذين يتنافس على أصواتهم حزبان هما "الوسط الجديد" برئاسة اليهودي الشرقي اسحق موردخاي، و"العمل" برئاسة ايهود باراك الذي يعمل منذ أشهر لضم اليهودي الشرقي ديفيد ليفي الى صفوفه للسبب ذاته. ومن المستبعد ان يتمكن حزب العمل المعارض من تقديم قائمة للانتخابات المقبلة تلقى تأييداً مماثلاً لقائمة "ليكود" الجديدة التي دفعت بأعضائها ممن يحملون أفكاراً "معتدلة" الى الواجهة وفي الوقت ذاته تحظى بدعم غالبية اليهود الشرقيين الذين يشكلون أكثر من نصف الشعب الاسرائيلي. وتتضارب الآراء في شأن مدى ضلوع نتانياهو في ما تمخضت عنه نتائج انتخابات حزبه الداخلية، اذ اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون في أحاديث خاصة نتانياهو بلعب دور في دفعه الى الوراء في الموقع السابع في قائمة "ليكود" لانتخابات الكنيست البرلمان الخامسة عشرة. وعزت مصادر اسرائيلية تصرف رئيس الوزراء الى رغبته في التفرد بالحكم. لكن نتانياهو سارع الى الاعلان ان نتائج الانتخابات الداخلية لن تؤثر في مكانة شارون في الحكومة المقبلة. وقال ان "حقيبة الخارجية مضمونة لشارون"، وانه كان يود لو ان شارون تصدر القائمة، مذكراً بتصريحاته العلنية المؤيدة لوزير خارجيته. وكان نتانياهو وقع على وثيقة قانونية تعهد فيها بضمان مكان متقدم لشارون ثمناً لموافقته على الانضمام الى الحكومة الحالية. في الوقت ذاته، نشب توتر من نوع آخر بين نتانياهو ووزير العلوم سلفان شالوم الذي حصل على المرتبة الأولى في القائمة الانتخابية في أعقاب التصريحات التي أدلى بها مقربون من رئيس الوزراء أكدوا فيها ان الأخير لا يعتزم تعيين وزير للمال في الحكومة الانتقالية الحالية قاطعين الطريق على شالوم الذي يرى نفسه أهلاً لهذا المنصب بحكم خلفيته الاقتصادية. وبغض النظر عن الدور الذي قام به نتانياهو في النتائج الانتخابية الداخلية، تمكن اليهود الشرقيون الذين يمثلون ثلثي أعضاء مركز ليكود من دفع أبناء طائفتهم الى الصفوف الأمامية تماماً كما فعلوا في العام 1996 عندما حصل اسحق موردخاي عراقي كردي على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الداخلية للحزب. ويرى رئيس حزب التجمع الوطني الديموقراطي في الكنيست عزمي بشارة في تقدم شتريت وشالوم في الانتخابات الداخلية أعلنا تأييدهما لتنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين مؤشراً وا ضحاً الى وجود ديموقراطية حقيقية دخل تكتل "ليكود" الذي يميل جمهوره ممثلاً بمركز "ليكود" الى حل وسط بعكس رئيسه، على الرغم من تنفذ نتانياهو فيه والتأييد الشديد الذي يحظى به داخله. ويؤكد بشارة في هذا السياق ان التوجه العام داخل "ليكود" يشير يوماً بعد يوم الى التقارب الشديد بين حزب العمل وتكتل "ليكود" في ما يتعلق بالرؤية الاسرائيلية للحل النهائي مع الفلسطينيين. ويؤيد اسعد غانم المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة حيفا هذا الاتجاه، معتبراً ان نتائج انتخابات ليكود الداخلية "رسالة الى الجميع بأنه يميل الى الوسط". ويوضح "أن آراء شالوم وشتريت لا تختلف عملياً عن آراء حاييم رامون في حزب العمل". الا ان هذه الرموز "الشاحبة"، كما وصفها المحلل السياسي الاسرائيلي حاييم شاليف، التي صعدت في قائمة "ليكود" مقارنة بموردخاي ودان ميريدور وبني بيغن الذين خرجوا من "ليكود"، لن تستطيع الوقوف في وجه نتانياهو القوي صاحب الشخصية الجذابة وربما تضطر في نهاية المطاف الى الانسحاب من الحزب.