أعرب مرجع سياسي أردني امس عن استنكاره الشديد لتصريحات نسبت الى نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام، تحدثت عن وجود خطة اميركية - اسرائيلية تستهدف تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والدول العربية الى العراق، واحتلال الأردن وتهجير سكانه الى العراق ايضاً. وقال المرجع السياسي ل "الحياة" امس تعليقاً على تصريحات خدام التي نقلها وزير الصحة الأردني الدكتور أشرف الكردي، ان "أقل ما يمكن قوله عن هذا الكلام هو انه يفتقر الى الحسّ بالمسؤولية فضلاً عن افتقاره الى الكياسة والمنطق"، وأضاف ان الاردن "باق رضي من رضي وغضب من غضب". وكان الكردي أجرى حديثاً مع صحيفة "شيحان" الأردنية الاسبوعية قال فيه ان خدام أبلغ وزراء الصحة العرب خلال اجتماعهم أخيراً في دمشق بوجود "خطة اسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن البلدان العربية وتوطينهم في الأراضي العراقية". وأضاف ان نائب الرئيس السوري أكد أيضاً ان الخطة "تشمل احتلال الاردن وترحيل الاردنيين الى العراق لتكون حدود اسرائيل موازية للحدود العراقية". وشدد على انه "لن يبقى هناك أردن" على حدّ تعبير خدام. ونقل الكردي عن خدام قوله ايضاً ان "القوات الاسرائيلية ستكون على حدود العراق حتى تأخذ دور القوات الاميركية وقوات الحلفاء بعد انسحابها من المنطقة، للقيام بدور الشرطي في الشرق الأوسط". واتهم وزير الصحة الأردني سورية بالوقوف وراء أحداث استهدفت أمن الأردن اخيراً. وقال لپ"شيحان" ان "الحوادث التي تحصل هنا تقف وراءها سورية". لكنه لم يوضح ما هي الحوادث التي يقصدها. وأكدت مصادر أردنية مسؤولة ان الاجهزة الامنية ضبطت اسلحة ومتفجرات بحوزة اشخاص "مندسين" كانوا ينوون استخدامها لإثارة القلاقل لدى خروج تظاهرات مؤيدة للعراق خلال تصاعد التوتر بين بغداد ومجلس الأمن الشهر الماضي. وكان الأردن اتهم تنظيمات ارهابية تتخذ من دمشق مقراً لها بالضلوع في محاولات لزعزعة امن المملكة واستقرارها. وسلّم الملك حسين الرئيس حافظ الأسد ملفاً يحوي تفاصيل 56 محاولة "ارهابية" احبطتها السلطات الأردنية ونسبت الى تنظيمات تنطلق من دمشق، وذلك خلال لقائه به في القمة العربية الاخيرة التي عقدت في القاهرة في حزيران يونيو من عام 1996. ويذكر ان الاتصالات السياسية بين دمشق وعمان شبه مقطوعة منذ الزيارة الاخيرة التي قام بها الملك حسين لدمشق في آب اغسطس 1996.