ناشد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الولاياتالمتحدة ان "تقف مع الحلول الشرعية العادلة" في الشرق الأوسط قائلاً: "إننا ضد أي حل يتجاهل الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني"، محذراً الحكومة الاسرائيلية من "الإفراط في الثقة الى درجة التهور" لأن "التطرف من قبل جانب يولده عند الآخر". جاء ذلك في سياق تصريحات صحافية أدلى بها ولي العهد السعودي لدى وصوله بعد ظهر امس الى دمشق في جولة تشمل أيضاً عمان. وبدا واضحاً من تصريحاته انه يسعى الى تقريب وجهات النظر بين الأردن وسورية، اذ قال: "إن اشقاءنا العرب يدركون كما ندرك بأن للتاريخ ذاكرة تستنطق الجامد"، وزاد انه "اليوم أمس في سورية بصمودها ووعيها وصلابتها ورحابة صدرها. وغداً اليوم في الأردن بحنكته وفطنته ومسؤوليته". وكانت مصادر ديبلوماسية اشارت الى وجود "تباين" في الرأي بين دمشقوعمان حول المواقف المتوقع ان تصدر في القمة العربية الموسعة دول الطوق والسعودية والمغرب اساسها الخلاف حول مكان انعقاد قمة كهذه، ذلك ان الجانب الأردني كان يتحاشى عقدها في دمشق التي تريد موقفاً واضحاً من عملية السلام رافضاً للتطبيع ومطالباً بوقف العلاقات مع اسرائيل وسلاماً أردنياً - اسرائيلياً بارداً مشابهاً للسلام الاسرائيلي - المصري. وفي هذا المجال، أبرزت الصحف الرسمية امس في صدر صفحاتها عزم وزارة السياحة الأردنية إقامة مشاريع مشتركة مع اسرائيل على نهر الأردن، في وقت رفض مواطنون أردنيون بيع أراضيهم الى السفارة الاسرائيلية. وقال مسؤول سوري رفيع المستوى لپ"الحياة" ان "الرد على السياسة الاسرائيلية هو بالعمل على بناء المشروع العربي لمواجهة المشروع الصهيوني بأبعاده السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية والدولية"، مشدداً على "أهمية ان تكون الدول العربية مؤمنة بمشروع كهذا". وقال: "إذا كان هناك طرف أو جهة أو فرد أو تنظيم يعتقد ان الطريق الآمنة بالنسبة اليه هو الارتباط بالمشروع الصهيوني فهذا أمر آخر". وفي اشارة ايجابية باتجاه ولي العهد السعودي زاره الرئيس الأسد في مقر اقامته في قصر "تشرين" وعقد معه جلسة موسعة من المحادثات حضرها من الجانب السوري نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع ووزير الدولة لشؤون الرئاسة السيد وهيب فاضل. وحضر من الجانب السعودي وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الاميركي عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز والسفير السعودي لدى سورية. ودار الحديث في هذا الاجتماع حول الوضع على الساحة العربية، كما تناول سياسة الحكومة الاسرائيلية وتعنّتها وتعطيلها لعملية السلام. واشار الجانبان الى المسؤولية التي يتحمّلها المجتع الدولي تجاه السلام العادل والشامل. وقال ولي العهد السعودي لدى وصوله الى المطار حيث كان خدام في استقباله: "جئنا الى دمشق لا لنضيف شيئاً جديداً أو غريباً عن خصائص الانسان العربي، وما بين الاشقاء من تاريخ ومصير مشترك - وقبل ذلك عقيدة واحدة - هو في حد ذاته أرض خصبة موروثها في ذاكرة الزمن، لا يضيق بالكلمة ولا يُحرج من الحوار. هذا ما نعرفه في اشقائنا في سورية والاردن". واضاف: "اذا حملنا همومنا وآمالنا وتطلعاتنا وانخنا ركابها في سورية الرئيس الاسد واردن الملك حسين لا غرابة او استغراب في ذلك. فمن يطول به الطريق لا بد ان تستوقفه المتغيرات الطارئة طويلاً يسائلها وتسائله. هكذا نحن مع رحلة المصير والهدف المشترك وهذه هي رؤيتنا وتلك توجهاتنا". وتابع الأمير عبدالله انه "على يقين ان شاء الله، ان اشقاءنا العرب يدركون كما ندرك بأن للتاريخ ذاكرة تستنطق الجامد، وذاكرة هذه حالها لا مكان لتشويه الحقائق فيها او حتى اخفائها فما خفي بالامس رأيناه غداً. لذلك لا شيء نخفيه او نخرج منه"، مشيراً الى ان العرب هم "اصحاب حق شرعي وتاريخي لا لبس فيه، وان تطاول عليه من تطاول فالحق لا يضيع ولا تذروه الرياح وإن طال به الأمد، حقنا جلي وواضح لا يملك التنازل عنه كائن من كان فحقوق الامم والشعوب لا تستقبل السلام الاّ بحلّ عادل وشامل تحفظ فيه الحقوق وتصان". وشدد ولي العهد السعودي على وجوب ان تقبل "جميع الاطراف، وأخص بالذكر الجانب الاسرائيلي، هذه الحقائق ويدركونها ثم يعونها. فأمة مدّت يدها الى السلام طويلاً قد تطوح ذراعها في فراغ اليأس اذا ما شعرت باستخفاف الطرف الآخر بحقها المشروع، وهذا لن يكون في صالح عملية السلام ولن يخدمها"، لذلك فانه أمل في "ان يعي الجميع فضائل السلام وقيمه وفق طرح لا إفراط فيه ولا تفريط معه في حق أحد دون الآخر". وبعدما حذّر الأمير عبدالله اسرائيل "من الإفراط في الثقة بالنفس الى درجة التهور"، ودعا "عقلاءها ان يعتبروا من التاريخ"، ناشد "العالم وعلى رأسه الولاياتالمتحدة الصديقة ان تقف مع الحلول العادلة وان تدفع بعملية السلام" لأن "التطرّف من قِبَل جانب يولّده عند الآخر". واضاف ولي العهد السعودي: "كي نكون اكثر وضوحاً نعلن من مكاننا هنا: اننا ضد اي حل يتجاهل الحقوق الكاملة والشرعية لأهلنا في فلسطين الشقيقة ولو رضي عليه اغلب دول العالم". ومن المقرر ان يعقد اليوم الرئيس الأسد والأمير عبدالله جلستي عمل واحدة موسعة واخرى مغلقة اضافة الى محادثات وزيري الخارجية السعودي والسوري، قبل ان يغادر ولي العهد السعودي الى عمان. وكان الأمير عبدالله ارسل برقية الى الملك حسين لدى عبور طائرته الاجواء الاردنية في طريقه الى سورية قال فيها "يسعدني اثناء عبور اجواء بلدكم الشقيق ان أحيي جلالتكم وأبعث لكم وللشعب الاردني الشقيق أطيب التحيات الأخوية مع تمنياتي بدوام الصحة والسعادة لجلالتكم ومزيد التقدم والرفاه للشعب الأردني الشقيق"