أنهى وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين في ساعة متقدمة من فجر امس زيارة قصيرة لتونس ناقش خلالها مع الرئيس زين العابدين بن علي في آفاق تسوية ازمتي العراق و"لوكربي". وتزامن وجود كوهين في العاصمة التونسية مع زيارة رسمية كان يقوم بها وزير الخارجية الليبي عمر المنتصر الذي رأس وفد بلاده الى اجتماعات اللجنة المشتركة للشؤون الخارجية، وكذلك مع وجود وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي وصل الى تونس مساء أول من أمس في اطار جولة عربية. وأوضحت وكالة الأنباء التونسية ان بن علي وكوهين ركزا محادثاتهما على آخر المستجدات في قضية "لوكربي" والأزمة بين العراق والأمم المتحدة ومسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط. وقالت ان الرئيس بن علي "اكد انشغال تونس لتطورات الأوضاع في العراق وضرورة وضع حد لمعاناة الشعب العراقي وتأييدها للحلول السلمية للأزمات والتزامها الشرعية الدولية". وأضافت ان الرئيس التونسي "حض على ايجاد حل مشرف لقضية "لوكربي" يضمن حقوق جميع الاطراف ويعجل برفع العقوبات ويساهم في الحد من التوتر". وأوضح كوهين في تصريحات ادلى بها بعد اللقاء ان المحادثات تطرقت الى "مسائل تخص العراق والمنطقة" في اشارة الى قضية "لوكربي" التي يلعب فيها التونسيون دوراً صامتاً لحلحلة عقدة مكان محاكمة المشتبه بهما في حادثة تفجير طائرة "بان اميركا" العام 1988 عبدالباسط المقراحي والأمين فحيمة. وتوقعت مصادر مطلعة ان يكون تزامن زيارتي كوهين والمنتصر الى تونس يعكس استمرار الوساطة التونسية التي سبق ان اثمرت اتفاقاً على مثول المقراحي وفحيمة امام محكمة في هولندا وليس في الولاياتالمتحدة او بريطانيا. ولم يرشح شيء في هذا الشأن عن محادثات بن علي - كوهين. الا ان الوزير الاميركي اوضح ان المحادثات شملت امن تونس والزيارة التي يعتزم الرئيس بن علي القيام بها للولايات المتحدة قريباً. على صعيد آخر انهى وزير الاتصال الخارجي الليبي عمر المنتصر امس زيارة رسمية لتونس استمرت يومين في اطار الاعداد لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة التى تعقد في ليبيا الأربعاء والخميس المقبلين. ووقع محاضر الاجتماعات التمهيدية المنتصر ووزير الخارجية التونسي بالوكالة حبيب بن يحيى، فيما انهت اللجنة القطاعية المشتركة للاعلام والثقافة امس اجتماعات تمهيدية في طرابلس برئاسة وزيرة الثقافة والاعلام الليبية فوزية شلابي ووزير التعليم العالي التونسي الدالي الجازي في اطار اعداد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة. لوكربي وكان وزير الخارجية الليبي اكد في لقاء مع الصحافيين قبل مغادرته تونس صباح امس ان ليبيا لا تقبل بأي بديل من سجن المشتبه بهما، المقراحي وفحيمة، في السجون الليبية في حال دانتهما المحكمة، في رد مباشر على وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي اعتبر الاثنين ان "لا بديل من سجن المشتبه بهما في سجن اسكوتلندي" في حال دينا بارتكاب عملية التفجير. وأعلن المنتصر للصحافيين أ ف ب: "ان الامور تتطور في شكل ايجابي. ان تقدماً ملحوظاً حصل لا سيما حول مسألة الضمانات التي طلبتها ليبيا لمحاكمة المشتبه بهما". غير انه اضاف ان "مواضيع عدة" لم يحددها يجب توضيحها قبل محاكمة الليبيين المتهمين في قضية لوكربي. ووافقت طرابلس على اجراء المحاكمة في هولندا الا انها ما زالت تشترط في حال ادانتهما ان يمضي المتهمان عقوبتهما في سجن هولندي وليس في اسكتلندا. ونفى الوزير الليبي ايضاً ان تكون بلاده تدعم الارهاب الدولي. وقال ان ليس من حق مجلس الأمن النظر في تشديد محتمل للعقوبات المفروضة على ليبيا بناء على طلب الولاياتالمتحدة. الصحاف من جهة اخرى، استقبل الرئيس بن علي امس وزير الخارجية العراقي الصحاف الذي يقوم بجولة عربية تشمل كلاً من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا واليمن والسودان وسورية والأردن ولبنان. وقال الصحاف انه نقل رسالة من الرئيس صدام حسين الى الرئيس بن علي تتعلق بآخر التطورات في الازمة بين العراق والأمم المتحدة و"آفاق التنسيق في الاطارين العربي والدولي من اجل تكثيف الجهود لرفع الحصار عن العراق".