رفض امين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي وزير الخارجية السيد عمر المنتصر تلويح الدول الغربية المعنية بأزمة "لوكربي" بتشديد العقوبات على ليبيا في حال رفضها تسليم المشتبه بهما الى هولندا للمثول امام محكمة اسكتلندية. وقال: "نحن ملتزمون المحاكمة العادلة والنزيهة ونبحث حالياً في بعض النقاط القانونية في إطار الضمانات اللازمة للمشتبه بهما لتنفيذ قرار مجلس الامن الرقم 1092 ... والتهديدات لن تدفعنا إلى التفريط بسيادتنا وقوانيننا". وكان الرئيس حسني مبارك التقى المنتصر، أمس، وتلقى رسالة شفوية من الزعيم الليبي معمر القذافي قالت مصادر مصرية إنها تأتي في اطار التشاور المستمر بين مصر وليبيا. وبحث اللقاء في مجمل الأوضاع العربية والعمليات العسكرية التي تعرض لها العراق ولم يستبعد المنتصر في ضوء السلوك الاميركي - البريطاني ان تتعرض بلاده لضربة عسكرية غير مبررة. واستنكر المنتصر، في تصريحات ادلى بها عقب اللقاء تهديدات واشنطن لبلاده ووصف الرئيس الاميركي بيل كلنتون ب "البطة العرجاء" مؤكداً ان هذه التهديدات لا ترهب ليبيا أو تُخيفها ... وان الغرب هو الخاسر الاكبر من استمرار الحصار المفروض على ليبيا منذ منتصف نيسان ابريل 1992. وعبر عن اقتناعه ببراءة المشتبه بهما الامين خليفة فحيمة وعبدالباسط المقراحي، وشدد على أن ليبيا لم تفجر الطائرة الاميركية فوق بلدة لوكربي في نهاية العام 1988. وعن أسباب عدم زيارة القذافي لمصر قال: "القذافي يعتبر مصر بلده وستتم الزيارة عندما تسمح ظروفه الصحية بذلك". وكان القذافي ارجأ زيارة للقاهرة منذ أشهر في شكل مفاجئ بعد إتمام كل الترتيبات الخاصة بها. وأكدت مصر وليبيا في بيان مشترك صدر امس اهمية تكثيف الجهود المبذولة لانهاء مشكلة لوكربي بما يحقق رفع العقوبات المفروضة على الشعب الليبي في اقرب وقت. وعبر الجانب المصري عن تقديره لمواقف ليبيا ومبادراتها الايجابية لتسوية القضية وأيد حقها في الحصول على الضمانات الكافية لتوفير محاكمة عادلة ونزيهة للمشتبه فيهما. وأوضح البيان ان الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية في شباط فبراير الماضي الذي قضى بقبول الاختصاص في القضية، يسهل الانطلاق نحو الحل العادل