رفض البرلمان الكويتي في هذا اليوم الثلثاء 23/11/99 بأغلبية 41 على 22 المصادقة على مرسوم أميري يجيز للمرأة حق الانتخاب والترشح للمسؤوليات العامة، وهو في الحقيقة موقف "اخواني". إذا كان هؤلاء يُنظّرون لمجتمع ذكوري قهري فإنه قمينٌ بهم ان يعلموا ان الدعوى التي يحاجّون بها اي عدم اهلية المرأة لا تؤدي وفق اولويات ومقتضيات التمشي العقلي المنهجي الا الى نعت الاسلام ذاته بالظلم والقهر وهو الأمر الذي لا تزال جهود غلاة العلمانيين ذوي الأصول الماركسية تتكتل ضمن مراكز دراسات فكرية ونفوذ سياسي وعسكري لتحويله الى رأي انساني عام وترعاه دوائر اجنبية عاملة على حظر المساهمة الاسلامية في التحضر البشري والتمدّن الانساني. ومما يدعم ان جرثومة التعاطي الطالباني مع قضية المرأة اجهزت على ما تبقّى من رشد وحكمة لدى "اخوان" الكويت ان نوابهم في البرلمان وهم للأسف الشديد اغلبية، منعوا المرأة حتى من حق التصويت. أليس صحيحاً ما يقوله خصومهم من ان قيمة المرأة في اغلب مجتمعاتنا العربية لم تتجاوز ان تكون جارية بالليل والنهار بين يدي وليّ نعمتها، ذلك ان حجب حق المرأة في الانتخاب والترشح يُخفي وراءه في الحقيقة رؤية عدمية وموقفاً عبثياً يطال شعباً آخر. ألم يكن أولى بهؤلاء النواب تطوير التجربة الديموقراطية بهدف تأهيل البلاد بأسرها لتحديات قرن جديد وألفية جديدة سلاحنا فيها الحرية والعلم؟ ثم أليس الأجدر بهم التواضع مع اخوانهم الليبراليين على صيغة وفاقية تسدّد وحدة الصف الداخلي في الكويت وتخمد المعارك الجانبية؟ انه ليس أمام المرأة الكويتية حيال هذا الغبن الا ان تلوذ بالنضال الدؤوب سياسياً وثقافياً وحقوقياً وتكوين رأي عربي ودولي عام ضاغط لصالحها وما ضاع حق وراءه طالبه. الهادي بريك - ألمانيا