اعتبرت السيدة رولا دشتي رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية اعطاء المرأة حق الانتخاب والترشيح انتصاراً للديمقراطية في الكويت. ووصفت يوم 16 مايو (أيار) الذي أقر فيه مجلس الامة بأغلبية قرار منح المرأة حقوقها بالمنعطف المهم لصالح بلادها. وهاجمت دشتي في حديث ل «الرياض» التيار الاسلامي بالكويت متهمة اياه باستغلال المرأة والدين لمصالح شخصية وآنية بعد ان تغير موقف الاسلاميين من مسألة اعطاء نساء الكويت حقهن السياسي. وتساءلت رولا دشتي ذات التوجه الليبرالي كيف يسمح للاسلاميين انفسهم ان يغيروا مواقفهم تجاه اعطاء المرأة حقها السياسي من خلال تجييشهم لنسائهم عبر التسجيل في القواعد النسائية للانتخابات المقبلة بعدما كانت حراماً على مدى 45 عاماً. وتوقعت ان يغير دخول المرأة للمعترك الانتخابي خارطة البرلمان مؤكدة في نفس الوقت ترشحها للانتخابات البرلمانية المقبلة. واستبعدت السيدة دشتي ان تكون للضغوطات الأمريكية دور في اصدار القرار قائلة «ان ذلك جاء بعد مطالب شعبية لايماننا الراسخ بتوسيع المشاركة السياسية منذ العام 1976». وطالبت رئيسة الجمعية الاقتصادية بالغاء النوعية السياسية المرتبطة بالقبلية والطائفية والعائلية والمناطقية قائلة «اننا نتطلع الى اصلاح سياسي شامل في البلاد من منطلق وطني بعيداً عن تمثيل القبيلة والطائفة». ودعت الى اغلاق ملف البدون بأسرع وقت كي لا يؤثر على الاقتصاد والأم نمعربة عن أملها في ان يسمح في الكويت لتأسيس الاحزاب لتكريس الديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية وامكانية التعبير عن قضايا مهمة بأسلوب ناضج. وفي ما يلي نص الحوار: انتصرنا على قوى التخلف ٭ على مدى اربعة عقود من الزمن ومنذ بدء العمل بدستور ,1962. جاءت موافقة مجلس الامة اعطاء حق المرأة الكويتية حق الانتخاب والترشيح.. في رأيك لماذا هذا التأخير من الاستحقاق؟ - ان قوة التخلف كانت ضاغطة ومسيطرة علينا وكذلك مصممة على عدم اعطاء المرأة حقها، ولكن انتصرنا على هذه القوى المتخلفة واعتقد ان الكويت ربحت والمرأة الكويتية انتصرت. ٭ كيف تقرأين.. هذه الخطوة بصفتك ناشطة في مجال حقوق الانسان؟ - ان يوم 16 مايو (أيار) شكل منعطفاً مهماً لصالح الكويت والديمقراطية تحققت كانت هناك معركة شرسة ضد المرأة الكويتية الحمد لله نساء الكويت بالتضامن مع نوابهن الافاضل وحكومتها ربحن المعركة.. نعم ربحنا معركة التقدم ضد التخلف وربحنا معركة الحرية ضد الارهاب وربحنا معركة الديمقراطية ضد التكفير ونساء الكويت لديهن استعداد في المشاركة بالعملية السياسية لتحقيق التقدم للكويت. ٭ ذكرت ربحتم معركتكم ضد الارهاب والتكفير.. ألا تعتقدين ان قرار اعطاء المرأة حق الانتخاب والترشيح في هذه الفترة الزمنية سيولد حالة احتقان لدى التيار المتطرف ما يجعله يصعد عمليات العنف في الكويت ويدخلكم في دوامة لا يمكن الخروج منها؟ - نحن سندافع عن الكويت بكل ما اوينا من قوة وفي اعيننا تقدم الوطن والكويت بلد متعدد الافكار وهو وعاء كبير يضم الجميع لديهم مساحة من التفكير لكن عبر الحوار وليس الارهاب والجميع لديه مساحة. لا دور للضغوطات الخارجية ٭ لماذا الآن استجاب مجلس الامة لهذه المطالب هل للضغوطات الخارجية دور في ذلك؟ - لا أبداً، فنحن عانينا لأكثر من 45 سنة ومنذ العام 76م نطالب ولا دخل لذلك للمطالب الأمريكية، انها مطالب شعبية نابعة من الداخل الكويتي. مطالب نساء الكويت ٭ بعدما تحققت مطالب النساء في الكويت.. ما هي الخطوة القادمة لهن؟ - سيكون هناك اجتماع نسائي وطني خلال الايام القليلة المقبلة يتم فيه طرح قضايا مختلفة. ٭ ما هي أهم القضايا المطروحة فيه؟ - تهيئة النساء اللواتي يردن النزول للمعترك الانتخابي وتشجيعهن وتوعيتهن في تسجيل اسمائهن بالقيود الانتخابية. سأترشح للانتخابات ٭ رولا دشتي هل سترشح نفسها للانتخابات؟ - طبعاً بكل تأكيد. ٭ ما هو برنامجها الانتخابي؟ - الانفتاح الاقتصادي والاهتمام بقضايا الشباب والتعليم هذه من الاولويات لدي. ٭ هل تتوقعين ان يغير قرار دخول المرأة رسم الخارطة السياسية في البرلمان الكويتي؟ - طبعاً، هناك حوالي 12 امرأة سيدخلن المعركة الانتخابية وتوجد مواضيع مختلفة وسوف يضطر الرجل البرلماني الآن الى طرحها على الساحة تهم المرأة والمجتمع وهناك قضايا ملحة يجب الاهتمام بها كموضوع الشباب والتعليم من خلال التشريع والرقابة، اليوم النائب لابد ان يطرح مواضيع ذات صلة بالمرأة وبالطبع ستتغير الخريطة السياسية. ٭ يؤخذ على المرأة ضعف شخصيتها وتبنيها آراء ومواقف زوجها، ولا تكترث للاولويات الوطنية.. ما هو موقفك؟ - هذا غير صحيح، انتخابات 2007 قادمة وسنرى الساحة السياسية.. كيف ستصبح، واعتقد ان المرأة جزء من المجتمع وتساهم في صنع القرار والمرأة الكويتية ابدعت في شتى التخصصات، وكلما اعطيت مهمة ابدعت فيها، وانا على يقين بأن المرأة الكويتية ستشرف بلدها في العملية الانتخابية. رفضنا التدريج.. ولا صفقة سياسية ٭ هناك من يتحدث عن وجود صفقة سياسية بين الحكومة والنواب.. ماذا تقولين؟ - أمر عجيب كلما خسرنا قالوا الشعب الكويتي واذا ربحنا قالوا الحكومة، الآن دخول المرأة المعترك السياسي هو عملية سياسية انتخابية كويتية الحكومة ممثلة بالشيخ صباح الاحمد لابد ان تفعل شيئاً مع الرغبة الأميرية، ففعلت وانتصرنا. ٭ إذاً كيف تفسرين عدم النجاح في تمرير هذا القرار طيلة ال 45 سنة؟ - قبل نحو أسبوعين أصدرت نساء الكويت بياناً أكدن فيه عدم القبول بالتدريج في الحصول على الحقوق السياسية ورفضن القانون البلدي، وعملن على قدم وساق مع اخواننا في البرلمان لرفض التدرج وبالفعل تم، وهذا أمر أحرج الحكومة وذهبت لتلبية الرغبة الأميرية التي أُقرت في 6/5/1999، بالإضافة إلى تأييد هيئات المجتمع المدني لنا سواء ممثلة بجمعية النساء أو الحركة الطلابية على إقرار حقوقنا. ٭ لماذا لم تراهنوا على موقف نوابكم من قبل؟ - لأننا قبلنا بمسألة التدرج لم نرفض أي حق لكن بعد المؤامرة التي حدثت في 2/5 وسقوط المجلس البلدي، مارسنا ضغوطات وصعدنا الموضوع برفضنا أي حقوق إلا بالتعديل لقانون الانتخابات. ٭ حذَّر البعض من انفلات خيوط مجلس الأمة من هذا القرار، هل هذا في محله؟ - كما ذكرت لك آخر أسبوعين كان هناك عمل مكثف بعدم قبول التدرج وصممنا أن نرفض البلدي لتحقيق الرغبة الأميرية، ولا أعتقد أن ذلك خطأ فعليهم أن يقبلوا بنتائج التصويت فهذه العملية الديمقراطية. «الاسلاميون» استغلوا الدين لمصالحهم ٭ لكن الإسلاميين قبلوا بالنتيجة بينما التيار اللبرالي والعلماني شتم المجلس وسيس قضايا المرأة؟ - انهم في جلسة 16/5 عملوا مالا يُعمل لم يقبلوا بالنتيجة وكانوا يريدون تعطيل الجلسة لصد المرأة عن أخذ حقوقها والتيار الإسلامي في الكويت متناقض فزج المرأة في العملية السياسية بعدما كان يفتي بحرمة وعدم جواز دخولها المعترك الانتخابي، هؤلاء بعد قرارهم تجييش نسائهم، انهم يستغلون المرأة ونحن سوف نكشفهم هؤلاء استغلوا الدين لمصالح شخصية وأمنية ونحن لا نسمح أن تستغل المرأة. هؤلاء لديهم أجندة خاصة فقبل ثلاث ساعات من إعطائنا حقوقنا السياسية يقولون لا يجوز شرعاً كيف ذلك؟! ٭ لكن انتم اجبرتم التيار الإسلامي على اتخاذ هذه الخطوة؟ - عفواً.. إذا كانت من منطلق إيمان وعقيدة وشريعة أنا احترمها ولكن أن يستغل الدين لا يجوز وسوف نكشفهم. ٭ عزْمُ الإسلاميين التسجيل في جميع القواعد النسائية ألا يقلل من فرص النجاح للتيار اللبرالي؟ - التيار اللبرالي الوطني موقفه مشرف للكويت ونحن سوف نعري كل نائب وقف ضد المرأة ونقول لنساء الكويت هؤلاء الذين حرموكن من أن يكون لكن صوت وسوف نُعرّف نساء الكويت من الذي كان معها ومن كان يستغلها. ٭ عُرف التيار الإسلامي عن مهارته في التنظيم ومتوقع أن يحصل على نتائج متقدمة في الانتخابات ألا تخشون ذلك؟ - سنعمل لمصلحة الكويت ونتيجة الانتخابات أياً كانت فسوف نقبل بها وبهذه الديمقراطية، نحن سنفعل دور الكويت لتحقيق الحرية والتقدم والاعتدال ونحن شباب ونساء وطلاب الكويت سنقف جبهة حصينة ضد أي معركة شرسة مثلما واجهنا من قبل. ٭ هناك مطالب لتغيير قانون الانتخاب لتقليص عدد الدوائر من 25 دائرة إلى أقل.. ما هو رأيك؟ - أعتقد كلما تقلص العدد إلى واحد أو خمسة أفضل. نتمنى الإصلاح السياسي اعتماداً على الوحدة الوطنية ٭ هل تتجه الكويت إلى إلغاء النوعية السياسية المستبدلة بالقبلية والطائفية والعائلية والمناطقية برأيك؟ - نحن نتمنى الإصلاح السياسي أن يعم أرجاء البلاد وابتداءً بالمرأة ونتطلع إلى توسيع الدوائر الانتخابية لتحد من شراء الأصوات ونأمل في تفعيل دور قانون إجراء الانتخابات الفرعية لتوسيع القاعدة الديمقراطية ليصل لنا نواب يمثلون شرائحهم الوطنية على أساس الوحدة بعيداً عن تمثيل الطائفة والقبيلة. ٭ لا شك إعطاء المرأة حقوقها رسخ مفهوم حقوق الإنسان.. هل ستبعثون بصفتك ناشطة مسألة البدون؟ - موضوع البدون لا بد أن يُحل وأعتقد أن الحكومة جادة فيه ولا يمكن أن يستمر لمدة أطول لأنه يؤثر على الاقتصاد وعلى الأمن الاجتماعي وهذه قضايا ستطرحها المرأة وأعتقد أن الحكومة جادة في إغلاق هذا الملف. ٭ هل سنشهد الموافقة على تأسيس الأحزاب في تصورك خلال الفترة القادمة بعد هذا القرار؟ - أتمنى أن تكون هذه المرحلة في الكويت مختلفة من ناحية تكريس الديمقراطية بعد معاناة لمدة 45 سنة وأتمنى أن تكون العملية السياسية أسرع وأشمل. وهذا ما نحاول كمجتمع نسائي ابرازه من منطلق إيماني بكل مشاركة شعبية اوسع تعبر عن قضايا مهمة بأسلوب ناضج وفي النهاية الرابحة من ذلك هي الكويت.