اتفقت الحكومة والمعارضة في صربيا على التنديد باجراءات رئيس الادارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير ووصفته بأنه لا يلتزم قرارات الاممالمتحدة التي تعتبر الاقليم جزءاً من يوغوسلافيا. ومن جانبه قدم كوشنير امس الخميس تقريراً الى اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي في بروكسيل تناول فيه آخر تطورات الوضع في كوسوفو فيما أبدى كبار المسؤولين في الحلف والادارة الاميركية تخوفهم من التوتر المستمر في الاقليم. وكان كوشنير شكل اول من امس الأربعاء مجلساً تنفيذياً مشتركاً من الألبان والصرب من سكان الاقليم لتقاسم السلطة مع الادارة الدولية، الا انه لم يشارك اي صربي في توقيع الاتفاق الذي تم في بريشتينا. وأصدر الحزب الاشتراكي الحاكم في صربيا بياناً وصف فيه المسؤول الدولي بأنه "يتعمد التجني على قرار مجلس الأمن الذي يحدد موقع كوسوفو ضمن اطار صربيا ويوغوسلافيا". وأشار بيان الحزب الذي يتزعمه الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الى ان على المسؤول الدولي "ان يكون أول الحريصين على تنفيذ قرارات الأممالمتحدة بأمانة". وأضاف: "لكن كوشنير يعمل على فرض سيطرة الانفصاليين الألبان على الاقليم، وهو بذلك يسلك نهجاً مغايراً للقرارات الدولية التي تفرض عليه أولاً انهاء النزعات الانفصالية وعزل قادتها من كل سلطة، ومن ثم منح الألبان الذين يلتزمون العيش ضمن يوغوسلافيا، ما يستحقونه من حقوق والطلب منهم تأدية ما ينبغي من واجبات". الى ذلك أصدر حزب "حركة التجديد الصربية" المعارض بزعامة فوك دراشكوفيتش بياناً انتقد فيه كوشنير الذي "يتجاهل أمرين أساسيين يخصان الحقوق الشرعية الصربية" الأول "ان المحاولات الانفصالية الألبانية هي جوهر مشكلة كوسوفو" والأمر الثاني انه "لا يمكن اعتبار الوجود الصربي في كوسوفو أقلية، لأن كوسوفو ومن فيه من البان جزء من دولة يوغوسلافيا التي غالبيتها السكانية صربية، وبهذا فان الألبان هم الأقلية وليس الصرب". وأكدت الحركة انها تقف الى جانب كل مطالب صرب كوسوفو، خصوصاً ما يتعلق ب "المساواة مع الألبان في الادارة الذاتية وتنظيمات الحماية والدفاع عن النفس، والضرب بشدة على الجماعات المسلحة الألبانية التي تواصل القتل والخطف واحراق البيوت وتدمير المؤسسات التراثية الصربية". وفي الجبل الأسود أعلن قائد سلاح الجو التابع للجيش اليوغوسلافي الجنرال سباسويي سميليانيتش ان الجنود التابعين للحكومة الاتحادية المركزية "سيواصلون البقاء في منطقة مطار مدينة بودغوريتسا عاصمة الجبل الأسود لأنها ضمن الأراضي ذات الصفة الاتحادية". وأوضح ان على شرطة حكومة الجبل الأسود ان تخلي منطقة المطار "لأنه لا يحق لقوات خاصة تابعة لأي من طرفي الاتحاد اليوغوسلافي، صربيا والجبل الأسود، فرض سيطرته على ارض اتحادية". وأشار الى انه تم تنبيه حكومة الجبل الأسود الى "وجوب التقيد بالدستور اليوغوسلافي الذي يعطي للجيش الاتحادي صلاحيات الحفاظ على الحقوق الاتحادية".