أنذرت القيادة العسكرية الروسية المقاتلين والمدنيين في غروزني بضرورة الخروج من المدينة المحاصرة خلال اربعة ايام تحت طائلة التهديد بابادتهم تحت القصف، فيما بدأ وفد منظمة المؤتمر الاسلامي لقاءاته في موسكو امس من اجل حل سياسي للازمة الشيشانية. وقالت وكالة "ايتار تاس" ان قيادة القوات الفيديرالية وزعت امس في غروزني ومناطق مجاورة لها منشورات تدعو المقاتلين الشيشانيين الى القاء السلاح وتطلب من السكان في غروزني مغادرتها في موعد اقصاه 11 من الشهر الحالي. وقالت المنشورات ان كل من يبقى في غروزني "ارهابي" و"منتم الى العصابات" وعرضة للقصف الجوي والمدفعي. واعلنت القيادة الروسية ان "ممراً آمناً" سيبقى مفتوحاً حتى السبت المقبل، وان معبراً رسمياً سيُفتح في بلدة بيرفوماسكويه شمال غروزني. كما يقام حالياً مخيم لاهالي العاصمة الشيشانية في زنامينسكويه في الجزء الشمالي من الشيشان. على صعيد آخر، صرح ليتشا دودايف رئىس بلدية غروزني لوكالة "انترفاكس" الروسية ان غالبية المدنيين الباقين في المدينة لن يتمكنوا من الاستفادة من "الممر الآمن" ومغادرة العاصمة المحاصرة لعدم توفر وسائل النقل فيها. واضاف ان عدد المدنيين في غروزني يتجاوز 50 الفاً، معظمهم من المسنين والمرضى الذين ليس في مقدورهم السير مشياً لمسافة تزيد على 20 كيلومتراً. وتدل الانباء الواردة من مناطق القتال على ان القوات الروسية تواجه صعوبات متزايدة في منطقة اوروس مارتان جنوب غروزني وحتى مدينة ارغون، على رغم اعلان "سقوطها" في ايديها قبل ايام. واشارت مصادر عسكرية روسية الى احتمال خروج الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف على رأس مجموعة كبيرة من المقاتلين بالقوة عن طريق اختراق المواقع الروسية ليتوجه الى مناطق جبلية في جنوب الشيشان. وهدد ايليا كليبانوف نائب رئيس مجلس الوزراء الروسي، المسؤول عن الصناعات الحربية، باستخدام اسلحة متطورة اشد فتكاً من تلك التي تستعمل في الشيشان حالياً اذا واصل المقاتلون مقاومتهم للقوات الروسية الى ما بعد 30 من الشهر الحالي، وهو آخر موعد لسريان العفو الذي اعلنه مجلس الدوما النواب الروسي للمقاتلين الذين "لم يرتكبوا جرائم فادحة" والقوا اسلحتهم قبل هذا التاريخ. على الصعيد السياسي، بدأ وفد منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة كمال خرازي وزير الخارجية الايراني لقاءاته في موسكو، واجتمع مع ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي ورئىس مفتيي روسيا الشيخ راوي عين الدين. وقال خرازي امس اثر لقائه الشيخ عين الدين إن المنظمة تريد "وقف العمليات العسكرية في الشيشان والتوصل الى حل سياسي للقضية الشيشانية في اسرع وقت". واضاف ان الوفد يركز نشاطه في روسيا على البحث عن امكانات التسوية في الشيشان وحل مشاكل متعلقة بالنازحين والمهجرين. ويتوجه وفد المنظمة اليوم الى اوسيتيا الشمالية وانغوشيا وداغستان ومناطق شيشانية واقعة تحت اشراف السلطات الروسية للاطلاع على الوضع فيها. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن خرازي قوله ان القوات الروسية تستعمل القوة بشكل لا يتناسب مع الحاجة اليها.