أكدت روسيا ان أي اقتحام واسع لغروزني "غير وارد وان مدناً شيشانية ستوضع تحت سيطرة القوات الفيديرالية" سلماً، ولمح السياسي الشيشاني المعتدل يوسف سوسلانبيكوف الى دوره المحتمل كوسيط بين موسكو والرئيس أصلان مسخادوف، فيما وردت أنباء عن حشود وتعزيزات روسية تمهيداً للهجوم على غروزني، وعن استعداد قائد ميداني موالٍ لروسيا لبدء القتال مع فصائله "ضد الانفصاليين" الى جانب القوات الفيديرالية. وقال وزير الدفاع الروسي الماريشال ايغور سيرغيت ان القوات الفيديرالية لا تقوم حالياً بأية عمليات ناسفة في الشيشان بل تهيئ الظروف لدخول عدد من مدن الشيشان سلماً من خلال الاتفاق مع سكانها. وأضاف ان "أعيان" ومشايخ من فيدينو وسرجن بورت وغيرهما من البلدات والقرى الكبيرة الخاضعة حتى الآن لسيطرة الشيشانيين يريدون التخلص من المقاتلين والتعاون مع القوات الروسية. وتبدو شوارع غروزني، بسبب القصف المتواصل عليها خالية إلا من بعض المقاتلين. وصرح رئيس "كونفيديرالية شعوب القوقاز" يوسف سوسلانبيكوف وهو سياسي شيشاني معتدل تولى مناصب رسمية مهمة في عهد الرئيس جوهر دودايف ويقيم حالياً في موسكو، في حديث الى وكالة "انترفاكس" الروسية امس، ان مسخادوف اقترح عليه "تولي العملية التفاوضية" مع موسكو لإعداد حل سياسي في الشيشان. وأضاف انه "لا يحمل تفويضاً من القيادة الشيشانية إلا انه يأمل في الحصول عليه قريباً". وتابع ان القيادات الروسية "حائرة" الآن، لا تعرف كيف تنهي العمليات العسكرية بينما لم تدخل التشكيلات الشيشانية معركتها، محذراً من "افغنة" القوقاز برمته في حال استمرار الحرب، وأكد ان مسخادوف "لا يرفض التعاون مع روسيا اذا توقفت العمليات العسكرية". من جهة أخرى قال خبير عسكري يعمل حالياً في احدى لجان مجلس الدوما ان خطط اقتحام غروزني عسكرياً، خصوصاً في حال منع الامدادات الدفاعية عن المقاتلين فيها ومن جراء انسحابهم الجزئي من المدينة وتدمير مواقعهم "لم يصرف النظر عنها". وأشارت صحيفة "ستغوذيا" الحسنة الاطلاع الى استعدادات روسية للهجوم، بعد وصول كتيبة من "الوحدات الخاصة" ومجموعة من مروحيات "القرش الأسود" المتطورة الى شمال القوقاز. اضافة الى ان القيادة العسكرية الروسية تسعى الى تطويق غروزني قبل انتهاء النصف الأول من الشهر الجاري ثم توجيه الطلب الى المدنيين في غروزني باخلائها. وتوجه السياسي والقائد الميداني الشيشاني بيسلاف غانتميروف الموالي لموسكو الى الشيشان، وصرح في مطار موسكو انه "على أتم الاستعداد لمقاتلة" الانفصاليين على رأس قوته من "المتطوعين الى جانب القوات الفيديرالية". وعلى الصعيد الدولي صرح الناطق الرئيسي باسم الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين ان "الحديث عن وساطة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية من أجل التسوية في الشيشان سابقا لأوانه، وغير مناسب".