إن اغتيال عبدالقادر حشاني في وضح النهار وفي قلب العاصمة يتنزل ضمن سيادة شريعة الغاب من جديد في الجزائر وأزهقت ما يزيد عن 100 روح منذ ما يمكن تسميته بالعهد الجديد واستفتاء الوئام المدني بما يضعه في مأزق جديد ونكسة رهيبة. وأياً كان المسؤول عن تواصل الأزمة فإن حصان الديموقراطية هو الخاسر الأوحد ضمن سباق بين قوى التطرف العلماني العسكري والمدني من جهة، وأجندة الارهاب الأعمى من جهة أخرى. إن اغتيال رموز الاعتدال العلمانيين أو الإسلاميين ليس إلا استدراجاً إلى دوامة الفوضى ولن يجلب بالتالي على المنطقة المغاربية سوى شرور ليس أدناها تسلل الذئب الصهيوني عبر بوابات التمثيل الديبلوماسي الذي أضحى حقيقة واقعة على رغم اختلاف الدرجات والتسميات. كما ان الأخطاء السياسية لجبهة الإنقاذ في البداية لا تبرر بأي وجه تصفية رموزها جسدياً فضلاً عن أصوات العقل فيها كالشهيد حشاني .... إن محذور الفتنة الداخلية في الجزائر ما زال على مرمى حجر، وانه لينبغي على مكونات الجبهة الوطنية الديموقراطية مزيداً من التنازلات على خصوصياتها الفكرية والحزبية من أجل تحصين المجتمع الجزائري .... إنها نهاية ألفية حزينة هذه التي تشهد مزيداً من تخاذل الصف العربي حيال قضايا الحرية والتحرر، أما حشاني فلن يكون سوى لؤلؤة مرجانية ساطعة في عقد بديع النظم يعفّر جبين الحياة ويصنع الحرية. والسلام. المانيا - الهادي بريك