القارئ «العزي أحمد»، أو لعله «العزاي أحمد» كما قرأته من بريده الإلكتروني، إذ لم يذكر اسمه أرسل لي يقول نصاً: «كنت أعلم، بل أكاد أجزم بأن ما تكتبه في صحيفة «الحياة» في الغالب لا يطابق الحقيقة، سبب ذلك للأسف كثرة المقالات غير السليمة من الناحيتين الفنية والمهنية، فأصبحت معلوماتك الصحافية الأصل أنها مشكوك فيها للأسف، قلمكم الصحافي لم يعكس حرفية المهنة ولا أمانتها، على أي حال كنت متردد أن أبعث إليكم هذا المرسال، ولكن أرجو أن تكون فيه الفائدة، تذكر أخي يا من رعاك الله ورزقك الكف والبنان، أنه في يوم من الأيام سنقف أمام من يعلم خائنة الأعين والصدور، وسنسأل عن كل صغير وكبير مستطر». الرسالة مرفقة برابط صحيفة إلكترونية تتحدث عن منهج الحديث الجديد، الذي كتبت عنه مطلع الأسبوع، بعد أن انفردت «الحياة» بالحديث عنه، وهي تعتقد أنها تفنّد ما جاء في الصحيفة، وهو لم يكن تفنيداً بقدر ما هو قراءة للموضوع بشكل مختلف، وإجمالاً صرح مسؤولو الوزارة بأن طريقة عرض الموضوع وكتابته في المنهج تحتاجان إلى مراجعة. القارئ العزيز ينعى مهنيتي، وسألته في ردي الشخصي عليه عن سبب قراءته لمقالاتي إذا كانت «غير سليمة من الناحيتين الفنية والمهنية»، فأجابني بأنه بذلك يستطيع التفرقة بين الخطأ والصواب، وقد ساعده مسؤولو الوزارة لاحقاً في تصريحات رسمية في التفريق بين الخطأ والصواب، وأتساءل لماذا لا يكون هناك خيار ثالث بين الخطأ المطلق والصواب «المنطلق». في بعض الرسائل يكون الهدف النفسي أكثر من الهدف النقدي، وبعض الإخوة القراء هاجم بقوة لمجرد أن النقد أو المناقشة كانت لفقرة في منهج الحديث، ولو كان درس الابتعاث بما حواه من أجزاء عدة كان من بينها خطر الابتعاث أدرج في مقرر آخر مثل التربية الوطنية، لاختلفت حدة اللغة التي يخاطب بها من يناقش الموضوع. الإخوة المصريون يقولون «الملافظ سعد»، ولو استخدم من وضع الدرس عنواناً غير الخطر، واستعرض فيه ما يخشى على الشباب الصغار من البيئات المختلفة عن بيئتنا، لكان وقعه أفضل على الجميع، ولحقق الهدف المنشود، كما أن استخدام لغة قوية في بعض الجمل، لا يتناسب والاتصال المطلوب مع مراهقين وشباب. النقاش سمة ثقافية، وفتح الوزارة الباب للمراجعة مبادرة إيجابية، فهي لن تلغي الموضوع، ونحن لا نريد إلغاءه، لكنها ستراجع لغته، وبعض أفكاره، لأنه وكما جاء في الدرس نفسه موضوع يتعلق بالسفر لطلب العلم، وهذا جزء من ثقافتنا، بل جزء من ثقافة كل شعوب وأديان الأرض، يمكننا استثماره، وتحقيق أفضل العوائد الفكرية والاجتماعية منه. [email protected] twitter | @mohamdalyami