ساعات غالية نقضيها فيما تبقى من القرن العشرين ننقسم فيها بالفطرة الى ثلاث فئات، الاولى تواظب مجتهدة استذكار مباهج الماضي والثانية تتحدث بلغة المستقبل لا يكاد يفقه كلامها سوى حفنة، والثالثة ترواح بأفكارها ووجودها مكانك سر بلا كلل او ملل، لا تملك اي حنين الى الماضي ولا تؤمن ان من الواجب التحضير لمتطلبات المستقبل حتى نكون جزءاً منه. اكثر من مئتي مليون عربي، ما توفر لمعظمهم على طبق افطارهم في الشهر الكريم او هدايا استقبال العيد الميلادي الجديد سوى التذكير ان سعيد عويطة هو شخصية القرن في المغرب ومثله نورالدين مرسلي في الجزائر وعبدالواحد عزيز في العراق والحبل على الجرار في بقية الدول العربية. نتبادل التهاني على بقاء الدورات العربية على قيد الحياة رغم كل العمليات القيصرية التي رافقت ولاداتها المتعسرة في زمن سماه العالم المتحضر زمن السرعة حتى بات موعد الدورات العالمية محدد بأدق التفاصيل قبل موعد انطلاقها بسنوات. مع اقتراب ولادة القرن الحادي والعشرين لا نجد لأنفسنا من مهنة سوى الاشادة بما تحقق في سنوات القرن الماضي، حتى يظن البعض اننا حصدنا ذهب الدورات الاولمبية الحديثة وكانت المراكز الاولى في البطولات العالمية الفندق الذي لم نغادر غرف نومه الا عند ذهابنا الى المرافق الصحية. كل عام والاتحاد الرياضي العربي بألف خير فهو الذي استحدث بطولاتنا العربية في القرن العشرين ولا نعلم من خططه في الألفية الثالثة سوى انه لن يعيد الحياة الى كأس فلسطين، فالحاجة انتفت اليها بعدما عادت الينا فلسطين ولو اجزاء منها وبالتقسيط. ليس بوسع اي منا تبرير نسيانه أياً من انجازاتنا العربية الرياضية في القرن العشرين، فهي معدودة على اصابع يد عامل سكة حديد بُتر ابهامه وسبابته اثناء ادائه الواجب الميداني. أجمل ما نعيشه هذه الايام جوائز القرن العشرين التي استحدثتها احدى القنوات الرياضية الفضائية وذكرت احدى اعلاناتها ان الجوائز المستحدثة ستُعيد الرياضي العربي الى خارطة العالم ونحن بالانتظار. وكما أسلفت فإننا ننقسم هذه الايام الى ثلاث فئات، وما ظني بالمتغنين بأمجاد الماضي الا ظني بالمتشائمين الذين يخشون زرع النور في ظلمات الغيب، اما الجالسون القاعدون فهنيئاً لهم راحة البال، أما من يسأل عن المستقبل الرياضي العربي فالله في عونه. ولعل من متطلبات حديث نهاية الالفية الثانية وبداية الالفية الجديدة الايجاز وامنيتي ان اعرف اين وجهة مسيرتنا الرياضية العربية تماماً مثلما اعرف منذ الآن اين ستقام دورة الالعاب الاولمبية في العام الفين واربعة.