أعاد العداء الجزائري الشاب توفيق مخلوفي أجواء الفرحة والبهجة للجزائر والعرب عندما توج بأول ميدالية ذهبية عربية في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً بلندن إذ حل في المركز الأول في سباق 1500م عدو رجال. وخرج الآلاف من الجزائريين إلى الشوارع فرحاً وابتهاجاً، بينما عاشت مدينته سوق أهراس على وقع الفرحة التي امتدت حتى الساعات الأولى من الفجر. وأنهى مخلوفي السباق في زمن قدره (3,34,08) متفوقاً على الأميركي مانزانو ليونيل الذي نال الميدالية الفضية بزمن قدره (3,34,79) بينما حل العداء المغربي عبدالعاطي أغادير ثالثاً بزمن قدره (3,35,13). ويمثل تتويج العداء الجزائري تكريساً للسيطرة المغاربية على مسافات نصف الطويلة، خصوصاً 1500م، منذ بداية الثمانينيات، وتناوباً بين عدائي الجزائر والمغرب، فمن سعيد عويطة (المغرب) في الثمانينات إلى نورالدين مرسلي (الجزائر) في التسعينات إلى هشام القروج (المغرب) في بداية الألفية الثالثة إلى مخلوفي (الجزائر) حالياً. ويعد توقيت مخلوفي (24 سنة) أفضل بنحو ثانية من التوقيت الذي حصل عليه الأسطورة مرسلي في أولمبياد لندن (1996) الذي لم يكن سوى (3,35,78). وفيما أهدى إنجازه التاريخي للشعبين الجزائري والعربي شاكراً كل من قدم له يد المساعدة، اعتبر مخلوفي التتويج «هدية إلهية» في إشارة إلى أنه كان قريباً من الإقصاء من السباق لعدم اتمامه لسباق 800م جرى يوم الأحد. وأضاف في تصريحات صحافية عقب التتويج: «العدالة الالهية تدخلت وأعادت الامور الى نصابها بعد ان تم استبعادي يوم امس بقرار غير مفهوم بالنسبة لي، لاشارك في السباق وأتمكن بحمد الله من احراز الميدالية الذهبية». وتابع: «انه يوم تاريخي في مسيرتي، انه شيء لا يصدق ما حدث لي اليوم بفوزي بأول ميدالية ذهبية للجزائر في الالعاب الاولمبية بلندن التي اهديها لشعب الجزائر بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد». معرباً عن أمله في بلوغ مكانة الأسطورة الجزائرية نورالدين مرسلي الذي وصفه ب«مثله الأعلى» على حد تعبيره. وألقى التتويج بظلاله على المشاركة الجزائرية بأولمبياد لندن التي كانت تسير من إخفاق إلى أخر قبل أن ينقذها العداء مخلوفي بذهبيته التاريخية ما أعاد بعض الروح للوفد الجزائريبلندن. واعتبر أحمد بوبريط المدير الفني للمنتخب الجزائري تتويج مخلوفي بأنه «يوم تاريخي للرياضة الجزائرية التي بدأت في كتابة أسطر من ذهب» في حين أكد رشيد حنيفي رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية أن هذا التتويج يمثل «لحظة تاريخية للجزائر التي بدأت تستعيد السيطرة على مسافة 1500م بعد 16 سنة من أخر تتويج لمرسلي بالأولمبياد (1996)». وتغنت الصحافة الجزائرية، كثيراًَ بتتويج ابن مدينة سوق أهراس واعتبرته «إنجازاً تاريخياً» رد على «إهانة البريطانيين» للجزائر في إشارة لصحيفة «تلغراف» البريطانية التي تهكمت قبل ايام من النشيد الجزائري (قسماً) واعتبرته ضمن أسوأ 10 اناشيد بالأولمبياد لتضمنه عداء واضحاً لفرنسا. وفيما كتبت صحيفة «النهار»: «النشيد الوطني الجزائري يرفع في سماء لندن وعلى رغم أنف الإنكليز»، ذكرت صحيفة «الشروق»: «دوّى النشيد الجزائري «قسماً»، ليلة الثلثاء، بقوة في سماء لندن بفضل الله أولاً ثم ابن سوق أهراس البار توفيق مخلوفي ثانياً». في المقابل اغتاظت بعض الصحف الفرنسية من التتويج الجزائري، أو هكذا بدا، واعتبرته «خديعة» للميثاق الأولمبي. وتساءل أحد محللي القناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة أنه لا يفهم كيف لعداء يفوز بقوة في سباق 1500م ويتخطى منافسيه كثيراً بينما كان بالأمس يعاني من ألام إصابة حرمته من أتمام سباق 800م، داعياً إلى التحقيق في الشهادة الطبية التي سلمت له وتؤكد حقيقة أصابته.