} تسلم الجيش الاندونيسي مسؤولية الامن في جزر مالوكو التي تشهد عاصمتها امبون مواجهات منذ ثلاثة ايام بين المسيحيين والمسلمين اوقعت اكثر من خمسين قتيلا. وتعهد الجيش استخدام "إجراءات قمعية" وتفتيش المنازل واعتقال المتورطين في اعمال العنف ومصادرة أسلحة. جاكارتا - د ب ا، ا ف ب - تولى الجيش الاندونيسي الاربعاء المهام الامنية بدلا من الشرطة في مدينة أمبون التي تمزقها الصراعات، فيما امتدت الاشتباكات الطائفية إلى جزر مجاورة. وحسب تقارير وشهود، أسفرت الاشتباكات الطائفية عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا وجرح أكثر من 200 آخرين منذ الاحد الماضي، في المناطق الشرقية من إندونيسيا والمعروفة بجزر التوابل. وأكد الناطق باسم القيادة العسكرية ان القيادة الامنية انتقلت امس من قائد الشرطة المحلي الى قائد منطقة باتيمورا العسكرية الجنرال ماكس تاميلا. واشار الناطق الى أن القتال كان لا يزال مستمرا ظهراً. وأضاف أن انتقال المهمة الامنية الى الجيش، يتيح استخدام "إجراءات قمعية" وتفتيش المنازل واعتقال أشخاص ومصادرة أسلحة. ووصف مسؤولون في إقليم مالوكو الوضع بأنه "يتسم بالشلل الكامل" في الوقت الذي قامت جماعات من السكان المتناحرين بأعمال عنف وتخريب في الشوارع باستخدام العديد من الاسلحة البدائية ومنها السيوف والقنابل والبنادق البدائية الصنع. وقال مسؤولون آخرون أن أمبون تبدو وكأنها "ساحة معارك". ونقلت وكالة انباء "أنتارا" الرسمية للانباء من أمبون، على بعد 2300 كيلومتر الى شمال شرقي جاكارتا، أن حوالي 63 شخصا قتلوا في الايام الاربعة الاخيرة في الاشتباكات الطائفية التي تعد الاسوأ، في سلسلة من المعارك بين المسلمين والمسيحيين في البلدة المدمرة. غير أن الناطق العسكري لم يؤكد سوى وفاة 44 شخصا، من بينهم أحد ضباط الامن، في آخر حلقة من سلسلة أعمال العنف في أمبون. وقال: "لا أستطيع أن أؤكد لكم سوى أن 34 مسلما وتسعة مسيحيين وأحد ضباط الامن قتلوا" منذ اندلاع أعمال العنف بعد ظهر الاحد الماضي. ويذكر أن ما لا يقل 150 شخصا آخر جرحوا بينما أحرقت مئات المنازل والمحال وغيرها من المكاتب الحكومية والخاصة. وفي جاكارتا، قال الناطق العسكري الجنرال سودراجات أنه سيتم إرسال كتيبتين من الجنود إلى أمبون لتعزيز القوات الموجودة وللمساعدة على استعادة النظام في المدينة. وذكر شهود أن قوى الامن فتحت النار على بعض المجموعات المشاركة في العنف كما سمع دوي انفجارات قنابل محلية الصنع في مناطق أوريميسينغ وديبونيغورو في أمبون. وقال أحد سكان المدينة امس: "لا تزال الاشتباكات دائرة بين الفريقين. في حين يتصاعد الدخان الاسود من المنازل والمحال وغيرها من الابنية المحترقة". وقال مسؤولو الامن أن الجولة الاخيرة من أعمال العنف اندلعت مساء الاحد الماضي، بعدما صدمت حافلة يقودها مسيحي شابا مسلما. وقامت المجموعات المتحاربة بإحراق عشرات المنازل، فيما اشتدت المعارك بينها واستخدمت فيها القنابل الحارقة والنبال والسهام والسكاكين والمناجل. وأجبر العنف آلاف الاشخاص على الفرار من منازلهم واللجوء في معسكرات للجيش. ويذكر أن أعمال العنف الطائفية في المنطقة اسفرت عن مصرع ما بين 750 و800 شخص هذا العام، كما أصيب المئات وفر عشرات الآلاف من السكان إلى جزر أخرى هربا من المعارك.