نجحت الحكومة الألمانية في التوسط لدى إسرائيل لإطلاق خمسة أسرى لبنانيين ينتمون الى "حزب الله"، هم قيد الإحتجاز الإداري في سجون إسرائيلية منذ اكثر من عشر سنوات. وتمت عملية الإفراج فجر امس. ونقل الأسرى الخمسة في طائرة ألمانية خاصة من أحد مطارات إسرائىل الى مطار فرانكفورت في ألمانيا، ومن هناك نقلوا جواً الى مطار بيروت الدولي برفقة وفد ألماني رسمي يعتقد ان بين أعضائه أحد ابرز اعضاء الفريق الألماني الوسيط. وكان في استقبالهم لدى وصولهم الى بيروت في الثانية فجر اليوم، ممثل رئيس الجمهورية إميل لحود المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد ونائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم وناب كتلة "الوفاء للمقاومة" وذوو الأسرى الخمسة الذين أبلغتهم قيادة الحزب بالإفراج عن أقاربهم، لحظة تسلمهم الجانب الألماني في إسرائيل. لكن الاسرى سيسلمون الى الدولة اللبنانية التي تسلمهم الى ذويهم، وكان متوقعاً ان يجري لهم استقبال رسمي يبدأ بعزف للنشيد الوطني. والأسرى هم: حسين طليس مأمور في الأمن العام اعتقلته "القوات اللبنانية" في الأشرفية أواخر الثمانينات، وسلّمته إلى إسرائيل، كمال رزق من ميس الجبل في الشريط الحدودي، اعتقلته اسرائيل في مدرسة البلدة عام 1986، احمد سرور اعتقل عام 1987 اثناء وجوده في منزله في عيتا الشعب، احمد عبيد وهاشم فحص وهما مرافقا الشيخ عبدالكريم عبيد الذي خطفته اسرائيل من منزله في جبشيت في 28/7/1989. وتأتي الوساطة الألمانية التي تمت، في سرية تامة، استكمالاً لوساطة قام بها عام 1996 وزير الدولة الألماني لشؤون الأمن برند شميدت باور، أدت الى افراج اسرائيل عن 45 أسيراً لبنانياً وتسليم 123 جثة لمقاومين لبنانيين، في مقابل تسلمها رفات جنديين من اربعة سقطوا في معركة السلطان يعقوب في البقاع اثناء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982. وعلمت "الحياة" ان الحكومة اللبنانية واكبت الوساطة منذ بدايتها، اضافة الى السلطات السورية وقيادة "حزب الله"، بينما اخذ الصليب الأحمر الدولي علماً، فور اتمام العملية، من دون ان تكون له يد فيها، كما قالت مصادره في بيروت ل"الحياة". واستناداً الى المعلومات، زار بيروت قبل اسابيع وفد أمني ألماني رفيع المستوى برئاسة احد مساعدي وزير الدولة الألماني للشؤون الأمنية، وعقد لقاءات مع مسؤولين لبنانيين وقياديين في "حزب الله". واللافت ان التحرك الألماني لاستئناف الوساطة تزامن مع وساطة لبنانية لدى طهران أدت الخميس الماضي الى الإفراج عن رجل الأعمال الألماني هيلموت هوفر الذي أوقف بتهمة اقامة علاقات جنسية مع امرأة إيرانية وشتم شرطي كان مكلفاً مراقبته داخل سجن ايفين الإيراني، علماً انه كان حكم بالإعدام. وطرح استئناف الوساطة الألمانية مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي اسقطت طائرته في الجنوب اللبناني عام 1986، خصوصاً انه كان في اساس تحريك وساطة شميدت باور قبل ثلاث سنوات، وقد اصطدمت بجمع معلومات عن مصيره أراد ما أدى الى تجميدها. واوضح مصدر ان الوساطة الالمانية لا تنطوي على "صفقة" تتعلق بصير رون اراد وانما تحاول تحريك الوضع أملاً في الوصول الى معلومات عن الطيار المفقود. يذكر ان باور ادى دوراً في اطلاق ألمانيين احتجزا في لبنان، اضافة الى انه زار طهرانوبيروت ودمشق وتل ابيب اثناء قيامه بوساطته الأولى. ولم تعرف في بيروت حتى الساعة ابعاد الوساط الألمانية، وتردد انها قد تسفر عن معاودة المساعي لاطلاق اللبناني عباس حمادي الذي لا يزال مسجوناً في ألمانيا، بعدما افرج عن شقيقه محمد، بعد مدة من الإفراج عن الألمانيين.