تصاعد الجدل بين طهرانوواشنطن على خلفية الحريات الدينية اذ ردت الخارجية الايرانية على "ادعاءات واشنطن بعدم احترام ايران للحريات الدينية"، معتبرة ذلك جهلاً أميركياً بالحقائق الموجودة في ايران. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي ان اتباع الأقليات الدينية في ايران يتمتعون بكل الحقوق الاجتماعية والدينية، ويمارسون دوراً ناشطاً في كل الشؤون الاجتماعية. وأشار الى أن "احتفال الطوائف المسيحية في ايران بذكرى ميلاد السيد المسيح عبر طقوسها الخاصة وفي أجواء مفعمة بالفرح والحيوية والنشاط، يشكل دليلاً بارزاً على زيف ادعاءات الساسة الأميركيين". وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت أخيراً خمس دول من بينها ايران بعدم احترام الحريات الدينية وذلك في بيان أصدرته وتضمن اعلان عقوبات على تلك الدول التي منها السودان والعراق والصين. وفيما رأت الأوساط الايرانية ان واشنطن تسعى الى استخدام الحرية الدينية لتطبيق سيناريو جديد "لتضليل وخداع الرأي العام"، فقد ازدانت الصحف الايرانية كلها ببطاقات التهنئة للطوائف المسيحية الايرانية بأعياد ميلاد السيد المسيح، وتناولت في مساحات واسعة تغطية الأبعاد المختلفة لشخصيته، خصوصاً وأنه، في المنظور الاسلامي، أحد أبرز انبياء الله. وأظهرت صحيفة "عصر ازادكان" صوراً لشجرة الميلاد وبابانويل في احتفال للآشوريين بالعيد، حضره ممثلهم في البرلمان الايراني ونقلت عن رئيس الرابطة الآشورية يوناتن بن كليا ان الآشوريين يتمتعون بكل حقوقهم الاجتماعية والمدنية وان هذا الواقع تعزز أكثر في عهد الرئيس محمد خاتمي، مقترحاً عدم مخاطبة الآشوريين بالأقلية الدينية وانما باسم آشوريي ايران. وأعلن بن كليا دعم الرابطة لبرامج الرئيس محمد خاتمي، داعياً مواطنيه الى التزام القانون. أما الأرمن الايرانيون الذين يحتفلون بميلاد السيد المسيح في الأول من كانون الثاني وفق الكنيسة الغريغورية، فقاموا بتزيين شجرات الميلاد، ويستعدون لاحياء هذا العيد وفق الطقوس الخاصة بهم. لكن اللافت ان ممثلي الطائفة الأرمنية اقترحوا على وزارة الثقافة والارشاد تأجيل احتفالهم بأعياد الميلاد ورأس السنة أياماً عدة، نظراً لتزامنها مع ذكرى مقتل الإمام علي، وهي ذكرى يسودها الحزن والأسى لدى الشيعة، وذلك مواساة منهم لبقية المواطنين. ولكن الوزارة أصرت على الأرمن اقامة احتفالاتهم وأصدرت التراخيص الضرورية لاقامة هذه الاحتفالات. وتمنى المسيحيون الايرانيون أن يكون العام المقبل عام استقرار السلام في العالم، وذلك في بيانات أصدروها بالمناسبة. الى ذلك، تم تعيين الأسقف سبوسركيسيان اسقفاً للأرمن في طهران خلفاً للأسقف آرداك مانوكيان الذي توفي أخيراً.