وقّع اليمن وروسيا اتفاقاً لتسوية المديونية الخارجية بعد مفاوضات استمرت نحو عامين. وقال مصدر رسمي يمني ل"الحياة" ان الاتفاق وقّعه في موسكو مساء الجمعة الماضي نائب وزير المال فاديم فولكوف وسفير اليمن في موسكو عبده علي عبدالرحمن. واعتبر المسؤول الروسي ان توقيع الاتفاق خطوة مهمة في طريق توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية، فيما أكد سفير اليمن انه سيفتح آفاقاً واسعة لتطوير العلاقات الثنائية في المستقبل القريب. وعلق مسؤول في المصرف المركزي اليمني على الاتفاق بقوله: "يعتبر التوصل الى تسوية للمديونية انجازاً مهماً بالنسبة للاقتصاد الوطني ويعتبر نتيجة مباشرة لخطوات ناجعة حققها اليمن ضمن برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي يحظى بدعم من الدول والمنظمات المانحة". وكان اليمن وروسيا وقعا اتفاقاً في تموز يوليو عام 1998 لإعادة جدولة القروض غير التجارية أصبحت بموجبه قيمتها 1.29 بليون دولار بعد تطبيق شروط نادي باريس، فيما أصبحت القيمة الحالية المستحقة لروسيا 426 مليون دولار بعد خصم نسبة 67 في المئة حسب شروط نابولي. وقدرت المديونية اليمنية لروسيا عام 1997 بنحو سبعة بلايين دولار منها 6.13 بليون دولار قروض عسكرية وتنموية سحبت قبل عام 1990 و342 مليون دولار ديون تجارية. ووافق البنك الدولي بناء على اتفاق مع نادي باريس على اعادة شراء الديون التجارية الروسية بمنحة مقدارها 15 مليون دولار ضمن تسهيل تخفيض الديون. وتضمن الاتفاق تطبيق فائدة ميسرة على القروض قدرها 1.19 في المئة وان تراوح المستحقات السنوية بين 19 و27 مليون دولار خلال عشر سنوات ترتفع لاحقاً الى 35 مليون دولار بفوائد قيمتها 2.9 في المئة سنوياً. وأشارت الاحصاءات الرسمية الى ان المديونية الخارجية لليمن بلغت عام 1996 نحو 8.2 بليون دولار غير ان مفاوضات مع نادي باريس بدأت أواخر عام 1996 اسفرت في المرحلة الأولى عن منح اليمن اعفاءات بنسبة 67 في المئة شملت نحو 82 مليون دولار وفي المرحلة الثانية انضمت روسيا الى دول نادي باريس ما مكن اليمن من تطبيق شروط الخصم على مديونيتها المتبقية. وقالت الاحصاءات ان اجمالي المديونية الخارجية لليمن بات حالياً في حدود 2.47 بليون دولار وان نسبة القروض الخارجية الى اجمالي الناتج المحلي تراجعت من 199 في المئة عام 1996 الى 68 في المئة عام 1998 .