يصل الى العاصمة اليمنية صنعاء غداً وفد حكومي من جمهورية روسيا الاتحادية يرأسه رئيس دائرة الديون الخارجية في وزارة المال سمير نوف في زيارة الى اليمن تستغرق ثلاثة أيام. وقال مسؤول يمني ل "الحياة" ان الوفد الروسي سيجري محادثات مع خبراء ومسؤولين في وزارة المال والمصرف المركزي اليمني في شأن تسوية الديون اليمنية المستحقة الى روسيا بموجب الاتفاق الذي تم نهاية العام الماضي مع نادي باريس. ويبلغ اجمالي المديونية الروسية 6.7 بليون دولار معظمها نتيجة صفقات أسلحة وتمويلات لمشاريع كهرباء ونفط في الحسوة وشبوة تعاقد عليها الشطر الجنوبي لليمن قبل تحقيق الوحدة عام 1990. ويقضي اتفاق نادي باريس باسقاط 80 في المئة من الديون الروسية واخضاع النسبة الباقية لشروط نابولي أي الغاء 67 في المئة منها وإعادة جدولة الجزء الآخر وتسديده على سنوات طويلة. وكان اليمن وروسيا عقدا الجولة الأولى من محادثات الديون في شباط فبراير الماضي في موسكو وأظهرت المطابقات الأولية للأرقام اختلافاً بنحو 100 مليون دولار. وتوقع المسؤول اليمني أن يبرم الطرفان اتفاقاً تنفيذياً في حال التفاهم الكامل على تحديد الأرقام النهائية وطرق معالجة خفض الدين. وتشكل الديون الروسية 70 في المئة من اجمالي ديون اليمن الخارجية وتعتبر روسيا آخر دولة في نادي باريس يسعى اليمن الى حسم قضية الديون معها. وسبق أن وقع مسؤولون يمنيون اتفاقات مماثلة مع كل من فرنسا واليابان وايطاليا والدنمارك والولايات المتحدة. وذكر المسؤول اليمني ان خفض الديون وإعادة جدولتها يسهمان في تحسين المؤشرات الاقتصادية الكلية ويعززان الأهلية الائتمانية لدى أسواق المال الدولية ويوفران موارد جديدة من النقد الأجنبي. وكانت ديون اليمن تمثل 200 في المئة من اجمالي الناتج المحلي وانخفضت بعد الاتفاق مع نادي باريس الى 60 في المئة فقط، كما تراجعت نسبة خدمة الدين الى الصادرات من 70 في المئة الى 15 في المئة