رمضان في حياة البدو له طابعه الخاص، فهم يستقبلونه خارج الخيام ليروا هلاله في الاماكن الخالية. وفي رمضان يتجمع افراد القبيلة في دواوين الافطار التي تقدم الوجبات البدوية الدسمة، وبعد صلاة العشاء يبدأ "السامر"، فيرددون الاغاني والاناشيد على نقر الدفوف حتى ساعات من الليل. عيد السويركي احد أفراد قبيلة السواركة في سيناء الشمالية يقول: "افراد القبيلة يقيمون ديوانا او خيمة كبيرة، ويضعون في جميع اركانها المصابيح ويقوم افراد القبيلة من الفقراء والميسوريين بتجهيز انواع الطعام، ويضعونها على الموائد التي تقام بطول الخيمة، ويصل طولها في بعض الاحيان الى نحو 15 مترا". ويضيف :"احتفالات البدو بشهر رمضان لها طابع خاص، وهي مختلفة تماما عن المناطق الاخرى. يرتدي رجال القبيلة الملابس البيضاء التي لا تفرق بين غني وفقير في الدواوين حيث يتناول الجميع الافطار والسحور". ويقول سالم العيادي :"في افطار القبيلة يأكل الغني من اكل الفقير، وهو نوع من الطعام قد لا يأكله طوال العام، وكذلك حال الفقير الذي يأكل من اكل الغني". وعن اشهر الوجبات التي يتناولها البدو في دواوين الافطار، تقول عبلة المسعودي: "العصيدة" من الأكلات والاطعمة المشهورة عند البدو، عبارة عن ماء مغلي يصب عليه الدقيق، ثم يصب في القصاع، ويأكلونه بعد تقليبه. ويأكل البدو "الدقيقة" وهي فتة من الخبز او مسلوق الارز بمرقة اللحم، بالاضافة الى "المفروكة" وهي نوع من الشعرية تؤكل بالسمن والسكر واللبن. ويأكل البدو ايضاً "الشوية" وهي طريقة خاصة بهم لشواء الضآن والماعز". وتضيف: "يحرص البدو ايضا على تناول الشعير المخلوط بدقيق الارز، فيطحنون الحوب بالرحى، ويعجنون الدقيق، ثم يصنعون منه فطيرا او ارغفة رقاقاً، وهم يأكلون هذا الخبز مضافا اليه قمر الدين او اللبن الحليب او السمن وكذلك الزيت والسمك". وعقب آذان المغرب يبدأ البدو في تناول الافطار في الديوان، ويوزع شيوخ القبيلة المشروبات على الحاضرين، ويقوم الرجال لصلاة المغرب، ثم يعودون لتناول طعام الافطار. وبعد صلاة العشاء يبدأ البدو "السامر"، فيجلسون متربعين على الارض ويبدأون احتفالاتهم بالغناء في السامر وهم يتناولون القهوة البدوية المشهورة. ويقدم الرجال عروضاً راقصة على الجمال ورقصات "المشرقية" التي تستخدم في التعبير عن بعض القيم والمثل البدوية، كذلك رقصة "الدحية" وهي تبدأ بترديد صياح يدعو للرقص، ويردد شعراء القبيلة مقاطع من الشعر النبطي البدوي. وتستمر احتفالات البدو على هذا النحو حتى حلول عيد الفطر المبارك. وفي ليلة العيد يتجمع الشبان حول المواقد في الدواوين، يشربون القهوة والشاي، ويمضون ليلة العيد يغنون ويرقصون الى طلوع الفجر، فيصلون ويهنئ بعضهم بعضاً، ويتجهون الى الديوان لتناول وجبة الافطار، وهي عبارة عن "البازينة"، المصنوعة من الدقيق وعليه ماء مغلي وشرائح من الطماطم وزيت الزيتون، وذلك على اطباق من الارز. اما قبائل البدو في منطقة الشيخ زويد فيقدمون وجبة الافطار في العيد من السمك المملح "الفسيخ"، ويزورون بعد صلاة العيد اسر المتوفين خلال العام في القبيلة، ثم يتجه الرجال بعد ذلك الى الديوان حيث يجلس الشيوخ والاعيان لتناول الشاي والقهوة والفطير والكعك.