أظهر التقرير الذي أعدته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو وعنوانه "التعليم للجميع - تقييم العام الألفين" أن المعلومات المتوافرة لديها من العام 1997 الى العام 1999 تفيد بأن عدد الأميين من سن العاشرة وما فوق، الملتحقين بالدورات التعليمية، بلغ 4465 دارساً موزعين ما بين مراكز تابعة لجمعيات أهلية وأخرى تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ومديرية التعليم في الجيش اللبناني. وكان تبين من مسح المعطيات الإحصائية للسكان والمساكن الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان في العام 1995 أن نسبة الأميين بلغت 8،17 في المئة عند الإناث و3،9 في المئة عند الذكور من مجموع السكان اللبنانيين من عمر عشر سنوات وما فوق. ولاحظ التقرير أن الفرق بين نسبة الانتساب الإجمالية ونسبة الانتساب الصافية الى المرحلة الابتدائية ما زال كبيراً 77،21 في المئة للعام 1997 - 1998 ما يدل الى نسبة اهدار عالية مصدرها تراكم التأخر الدراسي صفاً بعد صف. ويطاول التسرب غالباً الفئات الاجتماعية المتواضعة. أشار الى أن الانفاق الرسمي على التعليم الإبتدائي ما زال خجولاً وهناك تراجع واضح ما بين العامين 1995 و1996، ما يحد من تنميته في اتجاه تطبيق شعار التعليم للجميع. ورأى التقرير أن التراجع الواضح لحصة وزارة التربية من الموازنة العامة للدولة اللبنانية منذ العام 1992 وانخفاضها الى أدنى مستوياتها في العام 1997 يعكس تناقضاً ما بين الغايات التنموية المعلنة في اتفاق الطائف الذي صنف التربية والتعليم بين الأولويات الإصلاحية الخمسة، والإجراءات التمويلية المنفذة، إذ تتركز مصاريف وزارة التربية، بحسب تقرير مشروع الأممالمتحدة للتنمية، بنسبة 7،91 في المئة على الرواتب والتشغيل الوظيفي للنظام التربوي. واعتبر التقرير أن 44 في المئة من المعلمين في المدارس الابتدائية غير مؤهلين لممارسة مهنة التعليم ان من ناحية المستوى العلمي او لجهة الاعداد التربوي، وهذا الواقع لا يسمح للنظام التربوي في لبنان بتأمين حاجات التعلم الأساسية ومواجهة التطورات السريعة المقبلة. وإذا كانت نسبة الانتساب الدراسي الى التعليم الابتدائي مقبولة مرحلياً، فإن معدل التحصيل التعليمي ما زال ضعيفاً، والسبب يعود في أغلب الأحيان الى كفاية المعلمين العلمية والتربوية والظروف التي يعملون فيها. ولاحظت دراسة ميدانية ضمن التقرير أجريت نهاية العام 1998 أن 52 في المئة من الإناث يصلن الى نهاية المرحلة المتوسطة من دون تأخر في مقابل 48 في المئة من الذكور، وللمستوى الدراسي للأب على نتائج أولاده تأثير فاعل حتى نهاية المرحلة المتوسطة. إذ ترتفع حظوظ نجاح ابن الجامعة من دون تأخير الى 66 في المئة فيما لا تتعدى حظوظ ابن الابتدائي أو الأمي ال40 في المئة. وإذ أشار التقرير الى التفاوت في مستوى التحصيل التعليمي للمرحلة الابتدائية بين محافظتي بيروت وجبل لبنان وباقي المحافظات، لاحظ أن الذكور يتفوقون، ولو قليلاً، في الرياضيات 8،3 في المئة والإناث في اللغات 5،3 في المئة في الفرنسية و8 في المئة في العربية، أما التحصيل الشامل فيرجح كفة الإناث بفارق 4،5 في المئة، وقد تنعكس المعادلة لمصلحة الإناث أكثر في ظل تشغيل الصبيان نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية لبعض الفئات الاجتماعية. أما تأثير المهن في مستويات التحصيل فيبدو أقل شأناً، إذ ان نجاح ابن المهن الحرة والكادرات العليا يوازي تقريباً نجاح ابن الكادرات الوسطى والمستخدمين، ويفوق نجاح ابن التاجر 4 في المئة وابن العامل أو المزارع ب12 في المئة.