} أخفق النائب الاول لوزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت في تضييق شقة الخلاف بين موسكو وواشنطن حول الحرب الشيشانية وقضايا اخرى. وتوقع محللون روس تزايد الضغط الغربي على روسيا، فيما رأى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان "لا مبرر" لهذه الضغوط. اتهم النائب الاول لوزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت السلطات الروسية بأنها "لا تتقيد بمبادئ القانون الدولي في الشيشان" خصوصاً في الفترة الاخيرة. كما عبر عن المخاوف الاميركية من ان يمس النزاع في الشيشان مصالح دول اخرى في المنطقة. واكد المسؤول الاميركي في ختام محادثاته في موسكو امس الخميس، ان روسيا والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة مكافحة الارهاب، لكنهما مختلفتان حول الاساليب المطبّقة في الشيشان. واضاف ان "على روسيا ان تجد مخرجاً من الوضع الناشئ هناك حسب المعايير المتفق عليها دولياً وتعمل على خلق الظروف للحوار السياسي". وتابع ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اكد له ان روسيا "تعهدت بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من جورجيا واذربيجان". وقالت مصادر ديبلوماسية روسية ل"الحياة" ان الادارة الاميركية سارعت الى ايفاد تالبوت الى موسكو بعد الانتخابات البرلمانية "لاستطلاع أفق المصادقة الروسية على معاهدة ستارت - 2 حول الاسلحة الاستراتيجية او موقف موسكو من تعديل معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ في روسيا، كما اعلن رسمياً، بل في محاولة شبه يائسة لمنع اقتحام مدينة غروزني". واشارت المصادر الى ان آفاق اقرار معاهدة "ستارت 2" وكذلك آفاق التفاهم الروسي - الاميركي في قضايا معقدة اخرى، بات اكثر ايجابية في ضوء الانتخابات الروسية الاخيرة والتي ادت الى تراجع نفوذ الشيوعيين والقوميين المتشددين الروس. الا ان بوتين على ما يبدو لم يتراجع خلال لقائه نائب وزير الخارجية الاميركي عن الموقف الروسي الصلب بخصوص العملية الشيشانية. واعتبر بوتين في مقال نشر في صحيفة "زيود دويتشه زايتونغ" الالمانية ان "الضغط الغربي على روسيا فيما يتعلق بعملية مكافحة الارهاب" في الشيشان "عمل غير عادل وغير مبرر". بداية عقوبات؟ وعلى صعيد آخر، قال فيكتور كريمينيوك نائب رئيس "معهد اميركا وكندا" الاكاديمي في حديث الى وكالة "انترفاكس" ان قرار اميركا تجميد قرض قيمته 500 مليون دولار لشركة نفط روسية، يشكل "بداية للعقوبات الاميركية ضد روسيا". واشار الى آفاق تشاؤمية للعلاقات الروسية - الاميركية. وتوقع ان تعمد موسكو رداً على ذلك، الى اتخاذ خطوات ذات طابع عسكري من اعادة تصويب صواريخ او تغيير مناطق مرابطة غواصات روسية قرب الشواطئ الاميركية. كذلك حذّر ليونيد ايفانوف رئيس "ادارة التعاون الدولي" في وزارة الدفاع الروسية من ان "نبرات معادية لروسيا" في مواقف دول الحلف الاطلسي بصدد الحرب الشيشانية، قد تؤدي لاحقاً الى اجواء مواجهة.