قد لا يكون جبران خليل جبران هو الكاتب العربي الأهم في القرن العشرين لكنه الأشهر عالمياً. انها الحقيقة، أكدها مجدداً المؤتمر العالمي الأول عن جبران خليل جبران الذي نظمته اخيراً جامعة ماريلاند واشنطن بالتعاون مع منظمة اليونيسكو ولجنة جبران الوطنية في بشري لبنان ومؤسسات بحثية وجامعية في الولاياتالمتحدة الاميركية وفرنسا والهند والصين وهنغاريا وبريطانيا وسويسرا ولبنان. طرح المؤتمر شعار "جبران شاعر ثقافة السلام" الذي يتوافق مع تخصيص اليونيسكو العام 2000 عاماً لثقافة السلام، وهذا ما شدّد عليه مدير المنظمة في واشنطن فرانك ميثود الذي القى كلمة في جلسة افتتاحية للمؤتمر رأسها عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة ماريلاند اروين غولدشتاين وتحدث فيها عن الجامعة غريغوري غوفروي وارنست ويلسون، ورئيس لجنة جبران الوطنية فؤاد الضاهر، والسفير اللبناني في واشنطن فريد عبود، والسيدة ليلى طنوس، والشاعر البريطاني فرنسيس وارنر، ورئيس مركز الدراسات الجبرانية في ماريلاند سهيل بشروئي الرجل الأنشط في المؤتمر، فكرة وتخطيطاً ومتابعة، وأعطي درع المؤتمر لفريد سلمان الرئيس السابق للجنة جبران الوطنية. وتجلت عالمية المؤتمر في محاوره المتعددة، كمساهمة الجاليات العربية والايرلندية واليابانية واليهودية والافريقية السوداء في تكوين الروح الأميركية، وفي المحاور الأخرى تحدث مناف منصور عن صور لبنان في أعمال جبران، وميلز برادبري عن الثنائي العربي الأميركي جبران والريحاني، وجيمس مالاركي عن نظرة جبران الاجتماعية، ومنح الصلح عن موقفه السياسي، وجورج الحاج عن مقارنته بوليم بليك، وسلمى الحفار الكزبري عن نظرته الى المساواة الجنسية، وأمين البرت الريحاني عن "كتاب خالد" و"النبي"، ورياض نور الله عن الأدب والسلام، وبيتر لورانس عن ثقافة السلام خصوصاً بين الاديان، وسهيل بشروئي عن شاعر ايكولوجيا الحياة، وعرفان شهيد عن جبران في الأدب الاميركي، وتانيا سيمونز عن لوحات جبران في سافانا - جورجيا - الولاياتالمتحدة، ويي هونغ عن مؤلفات جبران المترجمة الى الصينية، وجان بيار دحداح واضع سيرة جبران بالفرنسية، ويوسف رحمة عن حضور كتاب "النبي" في الثقافة الشعبية الأميركية. وتحدث في المؤتمر خمسة من طلاب الدكتوراه في جامعات شمال اميركية عن نظرتهم الى تأثير جبران في وعيهم تجاه المرأة والبيئة وحقوق الانسان. كما تحدث كل من كاترين عبدالباقي وأحلام مستغانمي ومحمد علي فرحات ومريم قاسم السعد وهنري زغيب ومي الريحاني عن تقاطع تجاربهم الكتابية مع أعمال جبران، وقدمت فاطمة يوسف العلي كلمة عن حضور جبران لدى المثقفين الكويتيين، وعرضت مرسيل الحاج لحضور جبران الباهت في البرامج الدراسية الرسمية في لبنان. ومن مصر واستراليا وغواديلوب تحدث شعراء وفنانون تشكيليون عن حضور جبران في أعمالهم، وشكلت مساهمات المؤتمر في مجملها نقاط اضاءة لأشهر اديب عربي في القرن العشرين فهو كان حاضراً في النصف الأول عبر تصدره قائمة المهجريين المجددين والمؤثرين، وفي النصف الثاني من القرن العشرين عبر ترجمات أعماله لمعظم لغات العالم ودخوله مجال القراءات الشعبية، خصوصاً في الولاياتالمتحدة حيث كتابه "النبي" الأكثر مبيعاً منذ اوائل الستينات وباستمرار. تصدر اوراق المؤتمر في كتاب بالانكليزية العام المقبل، وتلي المؤتمر نشاطات ثقافية عن جبران، خصوصاً في باريس وبيروت.