وصل الرئيس حسني مبارك ظهر أمس الى الدوحة آتياً من الرياض في نهاية زيارة للسعودية استمرت يومين، اجرى خلالها محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي كان في مقدم مستقبليه في مطار قاعدة الرياض الجوية ليل السبت - الاحد. وتحدثت مصادر مطلعة عن قمة سعودية - مصرية - سورية ستعقد في دمشق قريباً لدعم المفاوض السوري، وتحريك المسار اللبناني في عملية السلام، فيما أعربت القاهرة عن أملها ب"قيادة واعية" في السودان "تجمع ولا تفرّق". وبدا واضحاً أن الأوضاع في هذا البلد كانت محوراً بارزاً في محادثات الرئيس المصري في الرياضوالدوحة. وودع امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز الرئيس مبارك في المطار امس، وافادت "وكالة الانباء السعودية" ان القمة بين الملك فهد ومبارك، التي حضرها من الجانب السعودي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ومن الجانب المصري وزير الاعلام صفوت الشريف ووزير الخارجية عمرو موسى والمستشار السياسي للرئيس أسامه الباز، ركزت على "العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها، وعرض المستجدات بخاصة عملية السلام". وكان مبارك اجرى في وقت متقدم ليل السبت محادثات مكثفة مع الامير عبدالله في حضور الامير سلطان، وأكد مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان زيارة الرئيس المصري للمملكة كانت ناجحة بكل المقاييس، في حين قالت مصادر اخرى ان ترتيبات تجري لعقد قمة سعودية - مصرية - سورية في دمشق، تدعم موقف سورية في المفاوضات مع اسرائيل وتساهم في تحريك المسار اللبناني، والتمهيد لعقد قمة عربية شاملة. لكن المصادر ذكرت ان المحادثات السعودية - المصرية لم تبلور بعد تصوراً واضحاً للقمة الشاملة، وان فرص القمة الثلاثية اكبر بكثير. ولفتت الى تشابه الظروف مع القمتين الثلاثيتين اللتين عقدت أولاهما في الاسكندرية عام 1994 حضرها الملك فهد والرئيسان مبارك وحافظ الاسد، والثانية في اللاذقية حضرها الرئيسان والأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأشارت المصادر الى ان محادثات مبارك في الرياض ركزت على موضوع السلام على المسارين السوري واللبناني، إضافة الى عرض المستجدات في السودان وتأييد قرارات الرئيس عمر البشير، وبحث رفض العراق القرار الاخير لمجلس الامن وانعكاساته على الوضع الامني في المنطقة. وفي الدوحة تصدرت أوضاع السودان أول جلسة محادثات عقدها مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقال وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى ل"الحياة" أن المحادثات تناولت "الوضع العربي في شكل عام، وفي الخليج خصوصاً ومسيرة السلام في الشرق الأوسط وموضوع عقد قمة عربية والأوضاع في السودان"، وزاد أن "الجميع يراقب الوضع في السودان ونرجو أن يكون تحت قيادة واعية تجمع ولا تفرّق. نرجو للسودان أن يستقر بقيادة الرئيس عمر البشير، وهذا توجه لإعادة بناء البلد". ورداً على سؤال ل"الحياة" هل يحمل الرئيس المصري في جولته الخليجية خطة أو تصوراً معيناً لدعم السودان، قال موسى: "دعم السودان كان في كل أحاديثنا في قطر والسعودية". وأضاف أن مصر تؤيد عقد قمة عربية "ونناقش هذا الأمر مع الجميع لكننا لم نصل إلى المراحل النهائية". وهل سيناقش مبارك مع الشيخ حمد بن خليفة العلاقات المصرية الايرانية قال موسى: "هذا الموضوع ليس مطروحاً على جدول الأعمال، وإذا طرح لا مانع من مناقشته من منطلق إيجابي". وتابع رداً على سؤال أن القاهرة تتطلع إلى أن تكون هذه العلاقات ايجابية "بمعنى أن تتغلب على الخلافات ونتطلع إلى تعاون أقوى بين ايران والدول العربية". وفي تصريحات اخرى قال موسى ان هدف جولة مبارك هو "حشد الدعم العربي للمفاوض السوري". ورد على سؤال عن القرار الدولي الاخير بشأن العراق، فقال "ان وجود بعض الغموض أدى الى امتناع اربع دول مهمة عن التصويت" لكنه "نوعية جديدة من قرارات مجلس الامن المتعلقة بالعراق، هناك نقلة نوعية في موضوع العقوبات وهذا امر مهم". أما الوزير صفوت الشريف فأشار الى "تطابق وجهات النظر" بين القاهرةوالدوحة بشأن ضرورة وجود "رؤية عربية مشتركة لمساندة المفاوض السوري في اطار تطبيق القرارين 242 و338". يذكر أن زيارة الرئيس المصري للدوحة هي الأولى منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في قطر عام 1995، وذكرت مصادر أن الزيارة "تؤكد فتح صفحة جديدة في العلاقات". إلى ذلك رحب رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بزيارة الرئىس المصري للمنامة، التي تبدأ اليوم، تلبية لدعوة من أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وأشاد الشيخ خليفة خلال جلسة مجلس الوزراء امس ب"الدور الكبير الذي تضطلع به مصر في خدمة قضايا الامة العربية وتعزيز التضامن العربي، ودعم امن المنطقة العربية واستقرارها وتحقيق السلام العادل والدائم". ونوه بالتعاون بين مصر والبحرين. فيما اشاد السفير المصري في المنامة السيد محمد عباس عن اهمية زيارة مبارك، ضمن جولته الخليجية، واشار الى اتصالات بين الجانبين المصري والبحريني لوضع اتفاق انشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين موضع التنفيذ.