اقر وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة العربية امس في الدوحة مشروع قرار يُجدد التمسك بمبادرة السلام العربية مؤكدين «ان طرحها لن يستمر طويلاً»، كما ورد في نص مشروع قرار سيُعرض على القمة ال 21 التي ستُفتتح في الدوحة غداً، وتشهد انتقال رئاسة القمة من سورية الى قطر. وبقيت مشاركة الرئيس السوداني عمر البشير في القمة غير محسومة. (راجع ص 4 و5) ولم يشهد الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية ما يُعكر مجريات الامور امس بعد انسحاب وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني أحمد علي كرتي من الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب الذي عقد مساء في الدوحة في إطار التحضير لأعمال القمة واعتبر ك «الحجر الذي ألقي في مياه راكدة». وجاء انسحاب الوزير السوداني بسبب خلافات في شأن مطالبته القمة بإصدار قرار تطالب فيه مجلس الأمن الدولي بإلغاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير واصراره على عقد قمة عربية طارئة في الخرطوم. لكن طلبه قوبل برفض من وزراء عرب رأوا أن «تحدي المجتمع الدولي أمر صعب». وهدد الوزير السوداني بمقاطعة الجامعة العربية إذا لم تتخذ الدول الاعضاء قراراً بعدم التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية. وتشاور الوزراء لتعديل قرار كانوا أقروه في اجتماع وزراء الخارجية صباحاً يؤكد التضامن مع البشير في أزمته، والتضامن مع السودان في مواجهة أي مخططات تستهدف النيل من سيادته ووحدته واستقراره. وقالت مصادر عربية ل «الحياة» إن مشاورات الوزراء هدفت إلى «محاولة الاقتراب من الموقف السوداني من دون تحدي المجتمع الدولي». ويبدأ اليوم وصول القادة والزعماء العرب المشاركين في القمة العربية الدورية التي يفتحها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثان غداً، بعدما وصل امس الرئيس لشار الاسد الى الدوحة في زيارة خاصة. وعقد الوزراء مساء أمس اجتماعاً مغلقاً للاتفاق على القرارات المرفوعة للزعماء والقادة. وعلى رغم عدم صدور رد فعل قطري على القرار المصري بخفض مستوى التمثيل في قمة الدوحة وغياب الرئيس حسني مبارك عنها إلا أن مصادر عربية رأت أن «قضية المصالحة التي كانت تحتل مكانة متقدمة في جدول أعمال القمة بقيت مفتوحة وأن قمة الدوحة لن تُسهم في غلقها بسبب غياب الرئيس المصري». في غضون ذلك، تلقى الرئيس حسني مبارك اتصالاً هاتفياً أمس من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تم خلاله استعراض تطورات الوضع على الساحتين العربية والفلسطينية. وتجاهل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم مسألة غياب الرئيس مبارك عن القمة، لكنه دعا في كلمته أمام الاجتماع الوزاري إلى «المصارحة والمكاشفة في سبيل وحدة الصف العربي» وحذر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في حديث إلى «الحياة» من أن «سفينة العرب ستغرق إذا ظل العرب يتعاركون فوقها دون أن يدروا أنها تنحرف». وفرضت مسألة مشاركة البشير في القمة نفسها، وبدا أنه سيكون الحدث الأكبر بعد قرار مصر خفض مستوى تمثيلها. وترددت معلومات عن أن أحد السيناريوات المطروحة أن يُنقل البشير بطائرة عربية غير سودانية من الخرطوم إلى الدوحة بمصاحبة شخصيات عربية تفادياً لأي احتمال لمحاولة اعتقاله. لكن مصادر عربية أكدت أن أمر مشاركة البشير في القمة حُسم بين الخرطوموالدوحة وسيظل طي الكتمان حتى يوم القمة. وكان حمد بن جاسم أكد أن السلام والعدالة هدفان ملزمان لإيجاد أي تسوية للصراع في دارفور. ولم يشر الوزير القطري في كلمته إلى مسألة مشاركة البشير في القمة. وبدا أن إعلان العراق أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيترأس وفد بلاده إلى القمة وغياب الرئيس جلال طالباني عنها، انعكاس لرغبة المالكي في تعزيز سلطته داخلياً وخارجياً خصوصاً في شأن الدفاع عن الموقف العراقي المطالب بضرورة عقد القمة المقبلة في بغداد. ويعد حضور المالكي القمة أول ظهور له في المشهد العربي.