} تحررت جزيرة ماكاو من الاستعمار البرتغالي واستعادت الصين سيادتها عليها، في مراسم تسليم وتسلم تاريخية بدأت بعد ظهر امس وبلغت ذروتها منتصف ليل الاحد-الاثنين، في حضور الرئيسين الصيني جيانغ زيمين والبرتغالي خورخي سامبايو وعدد كبير من المسؤولين في البلدين والديبلوماسيين والضيوف الاجانب. عاشت ماكاو امس يوماً تاريخياً شهد عودتها الى احضان الوطن الام بعد غربة طالت 442 عاما في ظل الاستعمار البرتغالي. وخيم على سكان الجزيرة مزيج من الرهبة والارتياح، عندما استهلت المراسم بانزال العلم البرتغالي من فوق مقر الحاكم الاداري البرتغالي فاسكو روسا فييرا0 وقام اربعة ضباط من قوات الامن المحلية بطي العلم وتسليمه للحاكم البرتغالي، فيما عزفت الفرقة الموسيقية السلام الوطني للبرتغال0 وتجمع مئات من السكان والضيوف الاجانب في ساحة المقر وخارجه لمتابعة الاحتفال0 واستقبل الرئيسان الصينيوالبرتغالي وكبار المسؤولين في البلدين الوفود المختارة المدعوة الى المناسبة، في حضور المصرفي ادموند هو الذي اختارته الصين لادارة ماكاو. وتمت دعوة 2500 ضيف خاص من انحاء العالم لحضور المراسم التي يغطي وقائعها اكثر من ثلاثة آلاف صحافي. ويذكر ان بين الضيوف الفريق أول ركن متقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز الذي حضر المراسم تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني جيانغ زيمين، الذي يلتقيه بعيد مراسم التسليم. وتخللت الاحتفالات عروض من تراث ماكاو وألعاب نارية، استمرت حتى موعد مراسم التسليم منتصف الليل بحضور الرئيسين وضيوفهما. وفي تلك اللحظة، عبر 500 عنصر من قوات جيش التحرير الشعبي الصيني إلى ماكاو على متن سبعين عربة عسكرية، مسلحين بمعدات قتالية حديثة. وتوجهوا الى ثكنات مخصصة لهم. ويسلم الرئيس الصيني السلطة الادارية في ماكاو الى الحاكم الذي اختارته الحكومة الصينية، في الأولى والنصف فجر اليوم الاثنين. ولم تقتصر الاحتفالات على ماكاو بل امتدت الى بكين حيث اقيمت عروض تخللتها ألعاب نارية ورقصات التنين في ساحة تيانانمين مساء، نقل التلفزيون الرسمي وقائعها مباشرة. ولوحظ ان أجهزة الاعلام في تايوان أشادت بعودة ماكاو إلى الوطن الام باعتبارها نصرا للصين. ولكنها اشارت الى أن نموذج "دولة واحدة ونظامين" الذي تطرحه بكين لاستعادة سيادتها على تايوان لا ينطبق على الاخيرة. وتأتي عودة ماكاو الى الوطن الأم بعد سنتين على التجربة الناجحة لاستعادة الصينهونغ كونغ من بريطانيا. والمعروف ان البرتغاليين استعمروا الجزيرة في القرن السادس عشر. وتحولت محطة تجارية ومالية بموازاة تقدم العلاقات بين الصين واليابان. ولعبت دور الملجأ ايضاً بفضل نظام التسامح الذي ساد فيها. واحتدمت المنافسة عليها في القرن السابع عشر. وشن الهولنديون هجومهم الأعنف عليها في 24 حزيران يونيو 1622 قبل ان يبدأ البريطانيون تدخلهم ويتقدم نفوذهم في الجزيرة بموازاة تقدمه في البر الصيني. وقد سجلوا نقطة لمصلحتهم بعد الانتصار في حرب الافيون عام 1842. لكن موقع ماكاو تراجع لاحقاً لمصلحة هونغ كونغ. ولم تتأثر كثيراً بعد "ثورة القرنفل" في البرتغال عام 1974. وفي 1979 وقعت لشبونةوبكين اتفاقاً يقرّ بأنها أرض صينية. وفي نيسان ابريل 1987 وقع الاعلان الصيني - البرتغالي الذي نظم انتقال الجزيرة الى السيادة الصينية في 20 كانون الأول ديسمبر من 1999.