لشبونة - أ ف ب - وصل الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى لشبونة امس الثلثاء في زيارة تستغرق يومين يناقش خلالها عودة ماكاو التي تسيطر عليها البرتغال الي السيادة الصينية في 20 كانون الاول ديسمبر المقبل. وكان الرئيس البرتغالي جورج سمبايو في استقبال نظيره الصيني في مطار لشبونة العسكري. وفي بيان مقتضب وزع على الصحافيين لدى وصوله قادماً من باريس في زيارة رسمية تستمر يومين، قال جيانغ ان البلدين "لديهما مصالح مشتركة كثيرة ايضا في اطار القضية النبيلة المتمثلة في تعزيز السلام في العالم". وأعرب عن الأمل في ان تشكل زيارته للبرتغال "نجاحا باهرا". كما عبر عن عزمه على "تعميق المعرفة المتبادلة والصداقة" بين الطرفين. وجاء في بيان جيانغ "لدينا ارادة على الالتزام معا، مع الحكومة والشعب البرتغالي، باتجاه تعزيز اكبر لعلاقات الصداقة والتعاون الثنائية المستقرة والقديمة، على ان تكون موجهة نحو القرن الحادي والعشرين". ويفترض ان تسمح زيارة جيانغ بايجاد حل لملفين رئيسيين لا يزالان عالقين بين لشبونةوبكين في اطار مسألة استعادة ماكاو. اولا، المكانة التي ستخصص للغة البرتغالية في ماكاو بعد عودة هذه المنطقة الى الصين فضلا عن الوضع المستقبلي للمواطنين المحليين من اصل صيني الذين يحملون الجنسية البرتغالية. ويتوقع ان يكون هذان الملفان محور محادثات بين وزيري خارجية البلدين جايمي غاما وتانغ جياشوان. وتعتبر مسألة عقوبة الاعدام التي لا ينص عليها القانون البرتغالي، من المواضيع الشائكة ايضا، اذ تخشى لشبونة ان تطبق بكين قوانينها امام تزايد معدل الجريمة في ماكاو. ومن المواضيع الحساسة التي لا تزال عالقة بين الطرفين، مراسم تسليم ماكاو الى الصين. وتفيد مصادر ديبلوماسية برتغالية ان الرئيس سامبايو لم يؤكد بعد رسميا حضوره مراسم تسليم ماكاو، احتجاجاً على الدعوة التي وجهتها بكين لاندونيسيا للمشاركة. واخذت البرتغال ايضا على الصين انها وضعت عقبات امام موافقة مجلس الامن الدولي وهي عضو دائم فيه، على نشر قوة سلام دولية في تيمور الشرقية وهي مستعمرة برتغالية سابقة ضمتها جاكارتا في 1976. ويبدو ان الصين عبرت عن استيائها من نية البرتغال دعوة الفاتيكان الى ارسال مندوب للمشاركة رسميا في المراسم. وتأتي زيارة الرئيس الصيني للبرتغال في اطار جولة مدتها 17 يوماً تشمل المملكة العربية السعودية. وكان قبل البرتغال زار بريطانيا وفرنسا وسيزور الجزائر والمغرب. وأعلن وزير الخارجية البرتغالي ان بلاده وافقت على انتشار عسكري صيني في جزيرة ماكاو قبل موعد اعادتها الى الصين. واوضح عقب لقائه نظيره الصيني ان لشبونة قبلت وصول "وحدة تقنية لا نظامية" من الجيش الصيني قريباً الى ماكاو بهدف التحضير للانتشار العسكري الصيني فيها بعد عودتها الى سيادة بكين.