يحمل وزير الخارجية السورية فاروق الشرع، إلى بيروت اليوم، نتائج الجولة الأولى من المفاوضات السورية - الإسرائيلية التي استؤنفت الأسبوع الماضي في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون، ليطلع عليها رئىس الجمهورية إميل لحود في حضور رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص ونائب وزير الداخلية ميشال المر الذي سيصطحبه من مطار بيروت الدولي الى القصر الجمهوري في بعبدا. وكان الشرع اتصل ليل السبت بالرئيس الحص وأبلغه موعد الزيارة. راجع ص4 الى ذلك، علمت "الحياة" من مصدر فرنسي مطلع على المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين مع وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، خلال العشاء الذي أقامه على شرفها في الخارجية الفرنسية مساء الجمعة في باريس، ان فيدرين تطرق طويلاً الى موضوع لبنان في مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل، ولبنان واسرائيل. ونقل المصدر ان فيدرين قدم عرضاً مفصلاً لتقويمه للوضع في لبنان في ضوء انسحاب اسرائيلي متوقع من جنوبه وطرح تساؤلات حول مصير الفلسطينيين فيه وأيضاً حول مستقبل العلاقة السورية - اللبنانية بعد السلام مع اسرائيل. وقال المصدر ان الحديث ظل في اطار تبادل الرأي بين الوزيرين، ورأت اولبرايت ان من الضروري وجود تشاور معمق حول موضوع لبنان بين المسؤولين الأميركيين والفرنسيين. وأضاف المصدر ان أولبرايت أكدت لنظيرها الفرنسي ان الرئيس كلينتون مهتم شخصياً وبشكل مباشر بالمفاوضات السورية - الاسرائيلية، وانه عازم على التوصل الى اتفاق سلام بين سورية واسرائيل قبل انتهاء ولايته الرئاسية، ما أعطى المسؤولين الفرنسيين انطباعاً بأن الرئيس الأميركي سيضع كل ثقله طوال الشهور المقبلة حتى تشرين الثاني نوفمبر 2000 موعد الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة للتوصل الى اتفاق سلام بين سورية واسرائيل، وأيضاً بين لبنان واسرائيل. وتأتي زيارة الشرع وسط أجواء متفائلة حيال ما آلت إليه الجولة الأولى، عكسها امس الرئيس لحود أمام زواره من النواب، وتأكيداً لتلازم المسارين اللبناني - السوري في مفاوضات السلام التي يفترض ان يشارك فيها لبنان، لاحقاً وتحديداً بعد انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات في الثالث من الشهر المقبل. وأعربت مصادر رسمية ل"الحياة" عن اعتقادها بأن انضمام المر الى محادثات الشرع في بيروت "اشارة" الى نية مجلس الوزراء تكليفه رئاسة الوفد المفاوض، خصوصاً أن دعوة لبنان الى المشاركة، الى جانب تسمية اعضاء الوفد اللبناني المفاوض، من ابرز القضايا المدرجة على جدول محادثات الوزير السوري. واعتبر بري في كلمة ألقاها لمناسبة تدشين مدرسة طيردبّا قضاء صور ان "السلام حاجة عربية". ودعا الى "التنبّه والحذر الشديدين، لأن صناعة السلام تحتاج الى دقة وحكمة بالغتين وإلى خطوات واثقة على أرض واضحة". ونبّه الى "الأفخاخ التي قد تكمن في كل كلمة". وقال: "اننا نريد سلاماً يوفّر لبلدنا استعادة حياته. ولبنان سيكون مع سورية في تشييد بنيان عادل وشامل تحت مظلة القرارات الدولية". وأضاف: "على ايهود باراك ان يعلم ان حليفه رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق شيمون بيريز قد سقط في قانا". وطالب بري الحكومة اللبنانية "بأن يكون ملف سرقة الآثار اللبنانية من جانب الاسرائيليين احد الملفات في المفاوضات". الى ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ا ف ب عن مصدر امني اسرائيلي قوله ان "سورية بدأت بلجم "حزب الله" وستواصل ذلك خلال الاشهر المقبلة وبشكل مرتبط بتقدم مفاوضات السلام". واعتبرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية انه "في حال تأكد هذا الامر فإن اسرائيل قد تعلن من جهتها وقف عمليات القصف في لبنان التي اصبحت شبه يومية منذ مطلع العام". وقال مسؤول امني اسرائيلي رفيع المستوى فضّل عدم الكشف عن هويته "من الواضح ان الرئيس السوري يريد التوصل الى اتفاق قبل الصيف".