أكد الموفد الأوروبي الى عملية السلام في الشرق الاوسط ميغل أنخيل موراتينوس امس ان "لبنان لا يريد ان ينحصر البحث في مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بالمفاوضات بين اسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية". وقال ان "قضية اللاجئين في لبنان ينبغي ان تعامل على حدة، كي لا يكون حلها على حساب مصلحته، وهي تعنيه وله كلمة فيها، وان المسؤولين اللبنانيين يطالبون الاسرة الدولية بضمانات وبالحصول على تعويضات ودعم اقتصادي يعوض ما تكبده لبنان من خسائر نتيجة استضافة اللاجئين الفلسطينيين على ارضه". جاء ذلك في حديث اجرته "الحياة" مع موراتينوس خلال وجوده في بيروت، بعد لقائه الرئيس اللبناني العماد إميل لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص، وقبل توجهه صباح امس الى الناقورة حيث التقى قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب وجال على مواقع الكتيبة الفنلندية في قرية برج قلاويه. وكشف موراتينوس ان الاتحاد الاوروبي شكل مجموعة عمل تاسك فورس لدرس اوضاع اللاجئين الفلسطينيين تتولاها السيدة كارين روكسمان التي حضرت معه الى بيروت ليعرفها الى المسؤولين اللبنانيين، ويبلغهم ان مهمتها اجراء دراسة عن اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغيره من الدول، وجمع المعلومات عن عددهم. فقدمها الى الحص وأبلغه انها تعتزم زيارة لبنان مجدداً لهذا الغرض. وقال ان "هدف هذه المجموعة تحضير الاتحاد الاوروبي لمعرفة مفصلة بملف اللاجئين الفلسطينيين والحصول على معلومات وتفاصيل عن عددهم وأوضاعهم في الدول المختلفة". وأضاف: "في لبنان، يختلف عدد اللاجئين بين مصدر وآخر، وليس هناك عدد مؤكد لذلك ينبغي الحصول على معلومات محددة". وقال ان "الهدف الثاني للمجموعة الاعداد لمستقبل المفاوضات السياسية في شأن الموضوع والاعداد لحل ممكن لمسألة اللاجئين، وفي اطار الحلول الممكنة وضعت دراستين مهمتين عن الجوانب القانونية للقضية وقدرة استيعاب اللاجئين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية في غزة والضفة الغربية". ورأى ان "الهدف الثالث للدراسة ايضاً توفير المعلومات الدقيقة عن حاجات البنية التحتية وغيرها، لتتمكن الاراضي الفلسطينية من استيعابهم". وتوقع ان تنتهي هذه الدراسات كلياً في كانون الاول ديسمبر الجاري. ولفت الى "ان قضية اللاجئين تثير حساسية كبرى لدى المسؤولين اللبنانيين، فكان ينبغي ان اعرفهم بروكسمان وأبلغهم بمهمة مجموعة العمل، وأكدت لهم ان ليس لدينا اي خطة لتوطين الفلسطينيين في لبنان لكننا نعمل لإيجاد الشروط الضرورية لحل هذه المسألة". الى ذلك، لاحظت مصادر غربية مطلعة ان هدوءاً ساد بعد التصعيد الذي حصل اخيراً بين السلطة الفلسطينية والمسؤولين اللبنانيين، واستبعدت اي تدخل للجيش اللبناني في المخيمات الفلسطينية قبل اي تسوية سلمية تشمل اسرائيل وسورية ولبنان". وأضافت ان "التطورات التي حصلت بين الفلسطينيين واللبنانيين بعد التظاهرات المسلحة ل"فتح" في مخيم عين الحلوة كانت محاولة لتعزيز سيطرة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات فيها، وهي كانت بدأت بتصفية جهات اسلامية متطرفة داخل المخيمات متهمة باغتيال القضاة الاربعة في صيدا. لكن التظاهرة المسلحة ادت الى مخاوف سورية - لبنانية من محاولة اسرائيلية - فلسطينية لاستدراج الجيش اللبناني الى دخول المخيمات، مما قد يسحب من سورية ورقة استخدام اي قوى فلسطينية في مواجهة مع اسرائيل في حال نفذت اسرائيل انسحاباً احادي الجانب". ورأت المصادر ان "احتمال دخول الجيش اللبناني المخيمات وارد فقط بعد التسوية وقد يكون ذلك بالقوة او سلماً". لكن مراقبين اعتبروا ان عرفات تراجع عندما ادرك انه لا يستطيع ان يذهب الى ابعد من ذلك.