لعب الحارس الصاعد ديدا دوراً رئيسياً في تأهل فريقه كورينثيانز الي الدور النهائي من بطولة البرازيل لكرة القدم، بعد ان تألق بشكل غير عادي في الدور النصف النهائى عندما صد ركلتي جزاء سددهما لاعب ساو باولو وقائد المنتخب البرازيلي السابق راي. وبعد المستوى الرائع الذي ظهر عليه اخيراً، والذي سيتعرف عليه الجمهور غير البرازيلي أكثر وأكثر لان فريقه سيشارك في بطولة اندية العالم الشهر المقبل، صار ديدا امل عشاق الكرة البرازيلية في حل مشكلة تدني مستوى الحراسة التي شكلت دائماً هماً كبيراً لكل من اشرف على تدريب المنتخب. ومنذ عهد الحارس العملاق جيلمار سانتوس الذي برز في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، عانت الحراسة البرازيلية من "جفاف" شديد الى ان شذ تافاريل عن المألوف وأعاد اليها شيئاً من هيبتها. لكن رغم مسيرته التي امتدت نحو 10 سنوات مع المنتخب لم يتمكن تافاريل من إزالة الصورة المهزوزة نهائياً ولم يسلم من النقد حتى ان البعض راح يؤكد انه كان وراء خسارة بلاده كأس العالم عندما ساهم بشكل مباشر في الأهداف الفرنسية الثلاثة في نهائي مونديال 98. وفي الصيف الماضي، انتقلت المسؤولية الكبرى الى ديدا عندما تولى مهمة الذود عن عرين بلاده في نهائيات كأس أمم اميركا الجنوبية كوبا اميركا في اسونسيون. ولفت ديدا، الذي خاض مباريات البطولة بعد اصابة كارلوس جرمانو، الانظار وساعد البرازيل كثيراً في الحفاظ على لقبها: "نعم... سمعت وقرأت انني كنت أحد الأسباب الرئيسية وراء فوز بلادي باللقب خصوصاً بعدما تمكنت من صد ركلة الترجيح الحاسمة من الارجنتيني ايالا في الدور ربع النهائي. انه لشرف كبير ان يقال عني ذلك في أول بطولة كبيرة اشارك فيها، لكن لا يجب ان ننسى الجهود الكبيرة التي بذلها الجميع وخصوصاً النجم الجديد رونالدينيو الذي تألق بشكل لافت في هذه المناسبة". البداية وبدأ ديدا، الذي كان الخيار الثالث بعد تافاريل وجرمانو في المونديال الفرنسي، مسيرته الكروية مع فريق فيتوريا عام 1992 وسريعاً ما لفت الأنظار. وبعد أقل من عام واحد كان وراء فوز منتخب بلاده ببطولة العالم للشباب عام 1993 في استراليا. واللافت انه اختفى من بعدها تماماً عن الصعيد الدولي 3 سنوات كاملة قبل ان يعود مع المنتخب الأولمبي للمشاركة في دورة اتلانتا عام 96 في الولاياتالمتحدة. ولم تكن تجربة ديدا الأولمبية ناجحة ابداً، وكثرت اخطاؤه ولم يكن موفقاً في الخروج من مرماه في التوقيت المناسب. وما زاد الطين بلة انه تسبب في هز شباكه اكثر من مرة عندما حاول ان يقوم بدور المنقذ وان يلعب دور "الليبرو"، لكنه فشل في ذلك تماماً: "لا أعرف ماذا حدث لي في تلك الدورة... اعترف بأنني لم أكن موفقاً لكن لم أكن وحدي كذلك، الداير ورونالدو وبيبيتو وريفالدو وغيرهم لم يوفقوا ايضاً. وفي رأيي انه في ظل الظروف التي لاحقتنا في هذه الدورة فإن المركز الثالث يعد انجازاً طيباً"! العودة وفي صيف العام الما ضي، عاد ديدا الى المنتخب في مناسبة نهائيات كأس العالم في فرنسا، لكنه لم يلعب مطلقاً: "كنت مسروراً لوجودي في هذا المحفل العالمي للمرة الأولى في حياتي رغم انني لم أشارك حتى ولو لدقيقة واحدة. في فرنسا كنت الحارس رقم 3، لكني متأكد تماماً أنني سأكون رقم واحد في المونديال المقبل". وفي "كوبا اميركا" ظهرت ابداعات ديدا: "عملت كثيراً حتى اظهر بالمستوى المطلوب في هذه المناسبة... لا أنكر أن الحظ وقف الى جانبي عندما أصيب الحارس الأساسي جرمانو، لكنني استعديت جيداً لهذه اللحظة. تدربت كثيراً وركزت على القضاء على أبرز عيوبي وهي التسرع في الخروج من المرمى، ورغم كل ذلك لم اسلم من الانتقادات، بيد انني أعرف تماماً كيف أتعامل معها ولن أدعها تنال مني أبداً". ميلان والثقة في النفس والإصرار على تحقيق الطموحات لم يقتصرا عند ديدا على داخل الملعب وحده، لكنهما امتدا ايضاً الى ساحات القضاء... ولهذا حكاية اخرى: "عندما انتهى عقدي مع كروزيرو الذي انتقلت اليه من فيتوريا قبل 5 سنوات، رأيت ان الفترة التي قضيتها معه أكثر من كافية وانه يجب البحث عن فرصة أفضل في مكان آخر. أعلنت ذلك عبر الصحافة المحلية، وسرعان ما اتصل بي بعض المسؤولين عن نادي ميلان الايطالي. رحبت تماماً وطلبت من كروزيرو ان يمنحني الاستغناء اللازم لكنه رفض موضحاً انه سيختار لي النادي المناسب للاحتراف به خارجياً... ولان قانون "بوسمان" الشهير لا يطبق عندنا، بمعنى ان حرية اللاعب ليست بيده، لم يكن امامي شيء افعله سوى التفكير في حل بعيد عن النادي". وفرضت شخصية ديدا القوية نفسها على الموقف: "لم استسلم، ورفعت الأمر الى القضاء وتقدمت ايضاً بشكوى رسمية الى الاتحاد الدولي. ولأن البت في القضايا المدنية يأخذ وقتاً طويلاً، وافق كروزيرو على انتقالي الى فريق لوغانو السويسري بناء على اقتراح من الفيفا. ووافقت على العرض حتى لا أبقى عاطلاً، واعتبرت انضمامي الى لوغانو مرحلة "تسخين" للمشاركة في "كوبا اميركا". لعبت بعض المباريات الودية ومباراتين رسميتين مع الفريق السويسري، لكن عيني كانت دائماً مركزة على ميلان". وعقب نهاية منافسات "كوبا اميركا" حصل ديدا على حكم قضائي يسمح له بالانتقال الى أي فريق يريد، ولم يفرط ميلان في الفرصة وانهى اجراءات ضمه. ولأن ميلان كان قد تعاقد مع حارسه الايطالي الجديد ابياتي، ولم يرغب المسؤولون في النادي في الاستغناء عن حارسهم القديم سيباستيانو روسي بشكل مفاجئ بعد ان خدم فريقه لأكثر من 10 سنوات، قررت الإدارة اعارة ديدا الى كورينثيانز البرازيلي لمدة عام واحد. وعلق ديدا: "طبعاً من الأفضل ان أشارك في البطولات البرازيلية عن الجلوس على مقاعد الاحتياطيين في ميلان... وعموماً أتطلع بفارغ الصبر الى العودة الى ايطاليا وارتداء زي ميلان والدفاع عن ألوانه". ديدا تاريخ وأرقام اسمه الحقيقي نيلسون سيلفا. من مواليد 7 تشرين الأول اكتوبر 1973 في مدينة إراراك في ولاية باهيا. الأندية السابقة: فيتوريا وكروزيرو في البرازيل، ولوغانو السويسري وميلان الايطالي. لعب 22 مباراة دولية. انجازاته على الصعيد المحلي: بطولة ولاية باهيا عام 96، وبطولة ميناس جيرايس البرازيلية اعوام 94 و96 و97 و1998. انجازاته على الصعيد الدولي: كأس العالم للشباب عام 93 في استراليا، وبرونزية الألعاب الأولمبية 96 في اتلانتا، و"كوبا اميركا" 99 في اوروغواي.