لندن، الخرطوم، القاهرة - "الحياة" - جال وزير الدفاع السوداني عبدالرحمن سرالختم على مصر وليبيا لنقل تطمينات الى القيادتين في القاهرة وطرابلس على استتباب الامن في السودان وشكرهما على تأييدهما مواقف الرئيس عمر البشير في أزمة الحكم الجديدة. ورصدت "الحياة" تخفيفاً في لهجة طرفي النزاع من تراجع اللغة التي سادت في الايام الاربعة الماضية. وأعلن أمس أن هيئة الشورى في المؤتمر الوطني، التي تضم 600 من قيادات الحزب الحاكم، ستعقد إجتماعاً يوم الخميس المقبل لمناقشة النزاع بين قطبي الحكم، في خطوة ينتظر أن تكون حاسمة لجهة تفضيل التسوية أو ترجيح كفة أحد الطرفين. وجمد الامين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الحاكم الدكتور حسن الترابي قراراً يقضي باستقالة وزراء الحزب من الحكومة بهدف تهيئة الاجواء لجهود تسوية الخلاف التي اكتسبت تأييداً واسعاً في أوساط الحزب الحاكم. وخفف التيار المؤيد للترابي من لهجته، أمس، وأعاد الاعتراف برئاسة البشير للحزب الحاكم من دون أن يصدر موقفاً رسمياً في هذا الصدد، في حين تلقت "الحياة" معلومات أفادت أن نائب الرئيس علي عثمان محمد طه طلب من وسائل إعلام المساعدة في إنجاح جهود الوساطة والتسوية بعدم إثارة قضايا الخلاف. لكن حوادث وتصريحات متفرقة أشارت الى استمرار تصرفات يعتبرها أحد الاطراف مستفزة. وعلق مصدر مطلع على هذه الاجراءات بقوله إن "هذه من توابع الزلزال". تفاصيل ص 5 وعلى رغم أن أجواء التسوية سادت في الخرطوم، أمس، الا أنه لم ترشح معلومات جديدة عنها. وأبدى عدد من المعنيين تحفظاً عن إمكان نجاحها في ظل تصلب مواقف الطرفين ومخاوف من تدخل أياد مستفيدة في الطرفين أو خارجهما لإفساد جهود يعتقد القائمون عليها أنها تمثل رأي اكثرية مؤيدي الانقاذ، خصوصاً أن الخلاف إتخذ طابعاً شخصياً ولم تعد له مقومات منطقية. في غضون ذلك، شدد وزير الدفاع السوداني في القاهرة على استقرار الوضع في بلاده وعلى أن البشير لن يتراجع عن قراره حل البرلمان وفرض حال الطوارئ. ولوحظ أن مهمة الاتصال مع مصر ظلت من اختصاص وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذي لم تصدر عنه تصريحات منذ إندلاع الازمة. واوضح انه عرض على الرئيس حسني مبارك الموقف الحالي في السودان كما قدم الشكر على موقف مصر "المشهود والمعهود والمتوقع تجاه السودان"، مشيراً الى أن "هذا موقف اصيل وليس مستغرباً".