أعلن في القاهرة امس ان وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية السيد مصطفى عثمان اسماعيل سيصل الى مصر غداً الاثنين في زيارة تستمر بضع ساعات ويلتقيه خلالها وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى. وينتظر ان يبحث خلال الزيارة في ترتيبات زيارة الرئيس عمر حسن البشير لمصر وموعدها. وكان اسماعيل اكد ان البشير سيزور مصر للقاء الرئيس حسني مبارك. وتأتي زيارة اسماعيل في اعقاب زيارة قام بها وفد مصري رفيع المستوى للخرطوم في نهاية الشهر الماضي واجرى خلالها محادثات مع الرئيس السوداني ونائبه الفريق الزبير محمد صالح. من جهة اخرى اعتبر رئيس البرلمان السوداني الدكتور حسن الترابي ان التقارب المصري - السوداني "جذري وليس وقتياً أو عرضياً وأحسبه صادقاً من الطرفين". وقال ان رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي "يكره العنف وشخصيته تقوم على الوفاق" مؤكداً استعداده للاجتماع به. وجاءت تصريحات الترابي الذي تعتبر القاهرة ان تصريحات أطلقها تسببت في افشال جهود لتحسين العلاقات بين البلدين، في وقت تشهد فيه العلاقات تحسناً مستمراً. وقال الترابي في تصريحات نشرتها صحيفة "أخبار اليوم" السودانية المستقلة أمس ان تحسن العلاقات المصرية - السودانية مرتبط بالرؤية المشتركة لمخاطر انفصال جنوب السودان. وقال "ان التقارب السوداني - المصري مرتبط بالوعي المشترك للتهديد الاستراتيجي الذي يشكله انفصال جنوب السودان الذي قد ينجم عن تقرير المصير". وتابع: "أعتقد ان هذا التحول جذري وليس وقتياً أو عرضياً في موقف محدد. وأحسب ان هذا التحول صادق من الطرفين في مصر والسودان". وزاد: "اما عما يقال بأن مصر تريد من ذلك ان تتدخل في شؤوننا الداخلية فإن مصر لا تريد ان تتدخل في شؤون السودان الداخلية أو تقرر مصيره، وإنما نتعامل مع القضية بفهم استراتيجي. وأنا لا أشك لحظة في ان هذا التحول الجذري سيسير في الاتجاه الايجابي ولن يتوقف على علاقة البلدين بل ستنعكس آثاره على العلاقات السودانية - العربية". المصالحة وتحدث الترابي عن الوفاق الوطني في السودان معرباً عن تأييده للمصالحة مع المعارضة وأكد في الوقت ذاته ان المطلوب "حوار جاد ومسؤول" وانه ينبغي "إسكات السلاح حتى تبدأ المسيرة التي ستقود الى الوفاق الوطني". وقال ان حمل السلاح "يعبر عن رؤية أميركية للأمور واذا أصرت المعارضة على ذلك سنكون صبورين معهم". وأكد استعداده للقاء صهره زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي الذي وصفه بأنه "مسالم يكره العنف والمعارك والحرب". وأضاف ان "شخصيته تقوم على الوفاق والسلام وهما منهج الصادق المهدي في ما يبدو. الصادق المهدي مسالم ولا يجنح الى العنف". واعتبرت مصادر سياسية في الخرطوم ان حديث الترابي الايجابي تجاه المهدي يُعزز مبادرات الوفاق التي تقوم بها جهات سودانية وغير سودانية بين الحكومة والمعارضة الشمالية في الخارج ويعتبر خطوة مهمة جداً في الاتصالات. وكان الترابي ألمح في تصريحات صحافية أخيراً الى امكان حصول اتفاق بين الحكومة والمعارضة الشمالية في الخارج واحتمال عودة التعددية الحزبية في أعقاب الانتهاء من اعداد دستور السودان الدائم.