بروكسيل - د ب أ - قال كبار المسؤولين التجاريين في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد سيواصل السعي لعقد جولة جديدة من محادثات التجارة العالمية على رغم فشل اجتماع منظمة التجارة الدولية في سياتل الولاياتالمتحدة في اطلاق تلك المحادثات. وقال المفوض التجاري الاوروبي باسكال لامي امام البرلمان الاوروبي اول من امس "ان بدء جولة جديدة من المحادثات التجارية على اساس جدول اعمال موسع لا يزال يمثل اولوية بالنسبة لنا". غير انه حذر من ان على الاتحاد ان يمضي في خططه بحذر مع التركيز على احراز "تقدم تدريجي" في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية في اطار المنظمة. واضاف لامي: "يجب علينا مواصلة استعداداتنا للجولة الجديدة في جنيف، خصوصاً من خلال مواصلة عملية بناء التحالفات". وكان المسؤولون التجاريون الاوروبيون القوا باللوم على الولاياتالمتحدة في انهيار اجتماع سياتل، وقالوا ان الرئيس بيل كلينتون وغيره من كبار المسؤولين لم يكونوا مستعدين لاتخاذ اي خطوات تجارية طموحة يمكن ان تفقدهم شعبية الناخبين، نظراً الى الانتخابات الرئاسية المرتقبة السنة المقبلة. وقال احد المفاوضين التجاريين الاوروبيين البارزين: "كان واضحاً ان الولاياتالمتحدة لم تكن في موقف يسمح لها بتقديم تنازلات، الامر الذي لا غنى عنه في اي مفاوضات". واشار لامي ايضاً الى النفوذ المتنامي للبلدان الناشئة التي تعارض بشدة المطالبات الغربية بربط التجارة بحقوق العمال والمعايير البيئية. وقال: "كان علينا في سياتل اكثر من اي وقت مضى ان نتعامل مع بلدان مهمة من العالم الثالث مثل الهند والبرازيل وجنوب افريقيا ومصر اضافة الى اقتصاديات ناشئة في جنوب شرق آسيا"، محذراً من انه "لم يعد من الممكن قصر المفاوضات على بضعة بلدان مشاركة فقط". واوضح ان البلدان النامية لا يمكن ان تقبل المطالب الغربية التي تتمثل في تناول منظمة التجارة الدولية قضايا العمالة والبيئة الا في مقابل وعدهم بفتح الاسواق الاوروبية والاميركية امام منتجاتهم "بشكل كبير". وكان الاتحاد الاوروبي توجه الى سياتل بهدف الخروج باتفاق في اطار المنظمة لبدء جولة شاملة من محادثات تحرير التجارة يكون من شأنها تناول قضايا من قبيل سياسات الاستثمار وقواعد المنافسة ومستويات العمالة. وعلى نقيض ذلك ظل الاتحاد الذي يضم 15 دولة متردداً في الموافقة على المزيد من الانفتاح في القطاع الزراعي الذي يزعم المنتقدون انه لا يزال يتسم بالحمائية الزائدة ويتلقى دعماً حكومياً سخياً جداً. وعلى رغم فشل الاتحاد في اقناع الدول الاخرى بالحذو حذوه الا ان لامي وغيره من مسؤولي التجارة في الاتحاد يعدون بمواصلة الضغط من اجل الخروج بجدول اعمال طموح للمنظمة. وقال لامي امام البرلمان الاوروبي: "ينبغي ان نتقدم بحذر. ان الفشل في الخروج بخطة واثقة لبدء جدولة ألفية جديدة يمكن ان تكون له عواقب وخيمة". ويقول المسؤولون في مقر الاتحاد الاوروبي انه نظراً الى حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية فربما كان من غير المناسب عقد مؤتمر وزاري آخر لمنظمة التجارة الدولية في جنيف في المستقبل القريب. غير انهم يقرون بأن الانتظار 18 شهراً اخرى لعقد الاجتماع يمكن ان يؤدي الى فقدان المنظمة سمعتها ويحيط التجارة الدولية بالكثير من عدم اليقين. ويقول الكثيرون انهم يؤثرون اتباع خطة "مرحلية" تتبنى بمقتضاها المنظمة منهجاً تدريجياً نحو المزيد من تحرير التجارة العالمية. ويمكن ان يتركز الاهتمام على اجراء اصلاح مؤسسي للمنظمة التجارية العالمية بما يضفي عليها المزيد من الانفتاح والشفافية. واقترح لامي انشاء برلمان خاص بالمنظمة، وقال ان هذا من شأنه ضمان "الرقابة الديموقراطية" عليها.