سياتل، لندن - "الحياة"، أ ب، د ب أ - استمرت الاحتجاجات ضد انعقاد المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة الدولية الذي كان من المقرر ان يتم افتتاحه أمس الثلثاء في مدينة سياتل الاميركية، في الوقت الذي تزايدت حدة الخلافات بين عدد من أعضاء المنظمة، خصوصاً الولاياتالمتحدةواليابان، في شأن جدول أعمال جولة جديدة من المفاوضات التجارية. راجع ص8 وتجمع الآلاف من أعضاء النقابات العمالية الاميركية بقيادة زعمائهم استعداداً لمسيرات عدة في وسط المدينة، في أكبر احتجاج حتى الآن ضد منظمة التجارة. وقدر المنظمون عدد المشاركين في احدى التظاهرات المتوجهة الى مركز المؤتمرات حيث يجتمع المندوبون، بنحو 25 ألف شخص. ومعلوم ان منظمة التجارة الدولية التي تضم 135 دولة ستسعى في اجتماعاتها التي تنتهي يوم الجمعة، الى التوصل الى اتفاق يرضي غالبية الاعضاء في شأن جدول أعمال جولة جديدة مقترحة من محادثات تحرير التجارة العالمية. وكانت الاحتجاجات بدأت نهاية الاسبوع الماضي، قبل وصول المندوبين وافتتاح المؤتمر. ويتوقع ان يبلغ عدد الناشطين المناهضين لمنظمة التجارة والذين سيصلون الى سياتل الاسبوع الجاري للمشاركة في ما يعرف باسم "معركة سياتل"، نحو 50 ألف شخص. وينتقد المعارضون خصوصاً الصلاحيات الواسعة التي تملكها المنظمة لفرض تنفيذ الاتفاقات التجارية الدولية، ويعتقدون ان المنظمة تعطي مسألة تحقيق الربح أهمية أكبر من مسألة المحافظة على حقوق الانسان والبيئة. وبالإضافة الى مشاركة وزراء التجارة أو ممثليهم من 135 دولة، يتوقع ان يصل الرئيس بيل كلينتون صباح اليوم الأربعاء الى سياتل لحضور جانب من المحادثات. وقال كلينتون أمس إنه يشعر ب"تعاطف" مع المحتجين في سياتل، مشيراً إلى أن الاتفاقات التجارية المقبلة يجب ان تأخذ في الاعتبار اهتمامات العمال والمدافعين عن البيئة. وأضاف انه مقتنع تماماً بأنه يجب "فتح هذه العملية المفاوضات أمام كل هؤلاء الذين يتظاهرون في الخارج". وكانت الوفود المشاركة فشلت في التوصل الى إجماع في المحادثات التي جرت الاسبوع الماضي في جنيف على الاجراءات الجديدة لتحرير الاقتصاد. ولا تزال نقاط الخلاف تتمثل في اصرار الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول المصدرة للمنتجات الزراعية على ضرورة ان يخفف الاتحاد الأوروبي الدعم الممنوح للصادرات الزراعية أو إزالة الدعم بالكامل، وكذلك رغبة الولاياتالمتحدة وأوروبا في أن تشمل المحادثات الجديدة معايير العمالة، وهي الخطوة التي تعارضها الدول النامية. ومن القضايا الزراعية الأخرى التي يتوقع ان تكون مثار خلاف الأسبوع الجاري، الجدل الدائر في شأن الاغذية التي تدخل فيها مواد معدلة وراثياً. إذ أن الولاياتالمتحدة تريد ان تضمن ان تكون الاسواق مفتوحة أمام هذه التقنيات الجديدة التي من شأنها ان ترفع العائد الانتاجي من المحاصيل. وأعلنت واشنطن امس ان اليابان تعرض الجولة الجديدة من المحادثات لفشل ذريع بمطالبتها مراجعة قوانين مكافحة الاغراق الاميركية التي تحمي الصناعات المحلية. وقال وكيل وزارة التجارة الاميركية لشؤون التجارة الدولية دافيد أرون "إنهم على وشك نسف فكرة الجولة الجديدة بالكامل". سياتل وكان الاختيار وقع على سياتل لاستضافة مؤتمر قمة المنظمة بسبب الموقع المتميز الذي تحظى به على صعيد التجارة الاميركية، حيث توجد شركة "بوينغ" العملاقة للطائرات في هذه المدينة، وكذلك شركة "ميكروسوفت" الرائدة في مجال تصدير برامج الكومبيوتر. ويذكر ان ولاية واشنطن الواقعة على الساحل الغربي والتي تضم مدينة سياتل، تصدر ما تزيد قيمته على 5 بلايين دولار من المنتجات الزراعية سنوياً، في الوقت الذي تعتبر سياتل خامس أكبر ميناء للحاويات في الولاياتالمتحدة.