في زيارة مفاجئة أمس توجه الرئيس المصري حسني مبارك الى العاصمة الليبية طرابلس لإجراء محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي تتناول التطورات الاخيرة في السودان بعد قرار الرئيس السوداني عمر حسن البشير حل البرلمان وفرض حال الطوارئ. وكان مقرراً أن تكون قمة طرابلس ثلاثية بمشاركة الرئيس البشير لكن التطورات في السودان حالت دون مشاركته فاقتصرت القمة على مبارك والقذافي للبحث في المستجدات على الساحة العربية واحتواء الازمة التي نشبت بين سورية ولبنان من جهة وليبيا من جهة اخرى بعد قرار طرابلس منع دخول رعايا البلدين الى اراضيها. ورافق الرئيس مبارك الى طرابلس وفد رفيع المستوى ضم وزراء الاعلام والخارجية والتخطيط والتعاون الدولي والمال ورئيس الديوان الدكتور زكريا عزمي والمستشار السياسي الدكتور اسامة الباز، كما تدل تشكيلة الوفد المرافق للرئيس المصري على ان المحادثات ستتركز على البحث في العراقيل التي تعترض سير العلاقات بين البلدين خصوصاً تسيير الخط الجوي المباشر ومشكلة سفن الصيد المصرية التي صادرتها ليبيا وعرضتها أخيراً للبيع في مزاد علني. وقال موسى إن موضوع السودان سيكون على قمة جدول اعمال مبارك والقذافي، مشيراً الى ان اللقاء يأتي في اطار التشاور الدوري والمستمر بين الزعيمين. وقال ان المحادثات ستتناول أيضاً الوضع في منطقة المتوسط وموضوع برشلونة خصوصاً بعد انضمام ليبيا إليها الى جانب عدد من المواضيع الثنائية. وبالنسبة لتطورات الوضع في الساحة السودانية، قال موسى: إن اتصالات هاتفية جرت خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية بين الرؤساء مبارك والبشير والقذافي. وأكد مساندة مصر ودعمها للرئيس السوداني. واشار الى ان المبادرة المصرية - الليبية لحل القضية السودانية تهدف الى فتح الحوار بين اطراف المعارضة من جانب والحكومة السودانية من جانب آخر للتوصل الى حل يقيم سوداناً جديداً يرعى مصالح جميع طوائفه ويحفظ وحدته وسلامة ترابه الوطني. وكانت القاهرة حسمت موقفها من القرارات التي اتخذها الرئيس السوداني عمر حسن البشير، باعلان وزير الخارجية عمرو موسى مساء اول من امس تأييد الإجراءات والخطوات التي اتخذها الرئيس السوداني بهدف تحقيق الاستقرار في السودان والحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه. والتقى موسى اول من امس سفير السودان لدى مصر احمد عبدالحليم وبحثا في التطورات في السودان بعد قرار البشير حل البرلمان واعلان حالة الطوارىء. وعبر موسى، في تصريحات صحافية، عن امله في ان ينجح السودانيون في التحرك نحو سودان يضم كل الفصائل، والفعاليات السياسية بهدف تحقيق الرخاء والاستقرار للشعب السوداني. وتناول الرئيسان المصري حسني مبارك والبشير في محادثاتهما الهاتفية التي جرت اول من امس تقويم الوضع في السودان بعد خطوة حل البرلمان، وقال موسى: "نحن نساند السودان بصورة كاملة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ السودان". في غضون ذلك عقد الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد اجتماعاً ثانياً امس مع السفير السوداني لدى مصر أحمد عبدالحليم وبحثا في تطورات الوضع في السودان بعد قرارات البشير. وأودع عبدالحليم لدى الجامعة صورة من القرارات والبيانات التي اصدرها الرئيس السوداني، وقال عبدالحليم: "إن ما يحدث في السودان شأن داخلي، وان ما حدث كان لسد باب النزاع الداخلي في الوقت الذي يواجه السودان مؤامرات خارجية". وأشار الى استمرار الاتصالات بين مصر والسودان عبر السفارة السودانية والخارجية المصرية وكل الاجهزة الرسمية ذات العلاقة بالشأن السوداني.