كشف مصدر رسمي لبناني ان المشاورات التحضيرية اللبنانية السورية والاتصالات الجارية بين رئىسي الجمهورية أميل لحود والحكومة سليم الحص، وآخرها امس، ترجح تسمية نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية وزير الخارجية بالوكالة ميشال المر رئيساً للوفد المفاوض فور استئناف المفاوضات بين لبنان واسرائيل في واشنطن، والتي سيتحدد موعدها في وقت قريب. وأكد المصدر ل"الحياة" ان المشاورات اللبنانية - السورية المستمرة في شأن عملية السلام، ستتوّج بزيارة خاطفة يقوم بها وزير الخارجية السورية فاروق الشرع لبيروت، نهاية الاسبوع الجاري على الأرجح، وفور عودته من واشنطن حيث يترأس الوفد السوري، موفداً للرئيس السوري حافظ الأسد، لاطلاع أركان الدولة على نتائج الجولة الأولى من هذه المفاوضات. وأوضح المصدر ان رئيسي الجمهورية والحكومة تبادلا الرأي في تكليف المر رئاسة الوفد اللبناني من حيث المبدأ وتركا أمر إعلان القرار النهائي الى حين إعلان الرئيس الأميركي بيل كلينتون استئناف المفاوضات اللبنانية - الاسرائىلية اسوة بما أعلنه على المسار السوري - الاسرائىلي، وهذا الاعلان متوقّع بعد جولة المفاوضات السورية - الاسرائىلية. واضاف "ان موعد استئنافها على المسار اللبناني سيتحدد سريعاً وعلى الأرجح في غضون ايام معدودة". وعن طبيعة الاستعدادات اللبنانية لاستئناف المفاوضات وتسمية اعضاء الوفد المفاوض، قال المصدر ان رئيسي الجمهورية والحكومة عقدا اجتماعات عدة بقيت بعيدة من الأضواء وشملت بعض أعضاء الوفد اللبناني السابق الى محادثات واشنطن. وأجريت خلال هذه الاتصالات مراجعة شاملة لمواضيع وملفات أثيرت في الجولات العشر التي سبق ان عقدت بين لبنان واسرائيل. وبالنسبة الى تسمية اعضاء الوفد، قال "سيكون الى جانب المر سفير لبنان في الولاياتالمتحدة فريد عبود وعدد من كبار العاملين في الخارجية ومسؤول أمني على اتصال وثيق بملف المفاوضات". ورأى "ان المر استناداً الى ما هو مبرمج على صعيد المفاوضات السورية - الاسرائىلية سيترأس الوفد في الاجتماع الرسمي الموسع، ليعود بعدها الى بيروت في وقت يبقى اعضاء الوفد في العاصمة الاميركية وقد يضطر في أي وقت اذا استدعت الحاجة الى التوجه الى هناك". وشدّد على أهمية التنسيق اللبناني - السوري من خلال الاتصالات القائمة بين بيروت ودمشق من أجل مواكبة المفاوضات، مستبعداً احتمال نقل مكان المفاوضات الثنائية من واشنطن الى أي عاصمة عربية أو أوروبية. وعزا السبب الى ان لبنان يرغب في الدرجة الأولى في الحفاظ على مستوى التمثيل في المفاوضات في موازاة التمسّك بمكانها، لتجنّب تكرار ما حصل على المسار الفلسطيني من خلال المفاوضات الجارية في الوقت الحاضر والتي تحتاج، كل مرة، الى ايفاد المنسق الاميركي لمفاوضات السلام دنيس روس وطلب تدخل واشنطن لإزالة العقبات التي تعترض احراز التقدم المطلوب، فأهمية الحضور الاميركي المباشر وبقاء المفاوضات في واشنطن من شأنهما ان يطرحا صدقية الادارة الاميركية على المحكّ ما يضطرها الى التدخل المباشر وربما على أعلى مستوى للتوصل الى حلول للمشكلات العالقة، فضلاً عن ان هذا الحضور يحول دون لجوء تل أبيب الى المناورة بهدف كسب الوقت، والاكتفاء باستئناف المفاوضات من أجل اثبات حسن النية". وفي حال توصلت المفاوضات الثنائية الى الاتفاق الذي يتطلع اليه لبنان انطلاقاً من تلازم المسارين اللبناني - السوري، لم يستبعد المصدر الرسمي ان يتم لاحقاً توزيع اجتماعات المفاوضات المتعددة الاطراف على عدد من عواصم المنطقة، وهي ستنظر في شكل اساسي في ايجاد حل لقضية اللاجئىن الفلسطينيين.