سجّل الرئيس محمد خاتمي للرئيس بيل كلينتون اعترافه بضرورة تغيير اسلوب الولاياتالمتحدة مع ايران والعالم الاسلامي، واصفاً اعتراف كلينتون بإساءة بلاده الى ايران بأنه مهم "إذا لم يكن لعبة سياسية". ووجه خاتمي امام تجمع طالبي في طهران انتقاداً لسياسة واشنطن لكنه استثنى الشعب الأميركي قائلاً أن ايران لا تشعر بأي عداء ضده. ودافع عن وزير الداخلية السابق عبدالله نوري وكذلك عن دور محكمة رجال الدين التي رفع طلاب شعارات تطالب بحلها، وعارض "توجيه الاهانة حتى للعدو". وحضّ الجامعيين على المشاركة بفاعلية في الانتخابات البرلمانية، معتبراً ان هذا الحضور سيكون "اجدى من المواجهات". وقال الرئيس الايراني ان "جدار انعدام الثقة بيننا وبين الادارة الاميركية ليس مجرد شعار"، مستعرضاً تاريخ العلاقات مع الولاياتالمتحدة، لافتاً الى ان الشعب الإيراني كان يشعر منذ انقلاب عام 1953 حتى الثورة عام 1979 بأن الادارة الاميركية تحكمت بمصيره. وكان يشير الى انقلاب عسكري نظمته وكالة الاستخبارات الأميركية وأدى الى اطاحة حكومة رئيس الوزراء السابق محمد مصدق، وفشل الحركة القومية الشعبية وعودة الشاه الى ايران بعد اقامة قصيرة في ايطاليا. وقال خاتمي ان ايران "لن تنسى ادعاءات المسؤولين الاميركيين ضد الثورة والشعب الايراني الذي يحترم كل الشعوب ويرفض هيمنة الآخرين". هذا الموقف هو الأبرز للرئيس الايراني منذ اقتراح واشنطن فتح قنصلية في طهران لتسهيل سفر الايرانيين الذين يريدون تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة. ويعتبر موقف خاتمي رداً مباشراً على الاتهامات الأميركية الاخيرة لايران بدعم الإرهاب، وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. الى ذلك حرص الرئيس الايراني الذي كان يتحدث في جامعة العلوم والصناعة على اطلاق دعوة الى الطلاب الجامعيين كي يلعبوا دوراً في الحياة السياسية عبر المشاركة بفاعلية في الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط فبراير المقبل. ورأى ان هذا الحضور سيكون اجدى من المواجهات والإهانات وسيكون مؤثراً في تطور المجتمع. وميّز بين الهدوء والصمت، وقال ان المجتمع بحاجة الى الهدوء والاستقرار "لكن ذلك لا يعني ان المطلوب هو الصمت، فالطالب يجب ان يتمتع بحق الاحتجاج لكن احتجاجه ينبغي ان يكون في خدمة الاستقرار". ودان التعرض للطلاب الجامعيين في اضطرابات تموز يوليو الماضي، حين اقتحمت الشرطة الحي الجامعي في طهران، وحرص ايضاً على طمأنة القلقين في الداخل من طروحاته، معتبراً ان "الدين هو القائل بحاكمية الشعب، وثماره هي نظام الجمهورية الاسلامية المتبلور في الدستور". وجاءت هذه المواقف وسط اجواء ساخنة مع اقتراب موعد الانتخابات، في ظل تشابك ملفات شائكة، ابرزها محاكمة وزير الداخلية السابق عبدالله نوري. وكان لافتاً ان حشداً من الطلاب رفع شعارات تطالب بحل محكمة رجال الدين، فيما ردّ آخرون بالاشادة بعملها خصوصاً في محاكمة عبدالله نوري. لكن خاتمي اكد في تعليقه على دور المحكمة ضرورة احترام كل المؤسسات اضافة الى السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية. واعتبر ان من دواعي الثقة بالنظام والمجتمع في ايران تلك "المحاكمات العلنية والحرّة بحضور محامي الدفاع وبما يمكّن المتهم من طرح كل مواقفه. ودعا في الوقت ذاته الى احترام الرأي العام. وكان اعلن أسفه لحرمان المجتمع من خدمات عبدالله نوري متمنياً رفع هذا الحرمان.