طهران - أ ف ب - تفاوتت الردود في الصحافة والاوساط الرسمية الايرانية على الرسالة التى وجهها الرئيس سيد محمد خاتمي الى الشعب الاميركي عبر شبكة "سي. ان. ان" الاميركية في اول توجه من نوعه الى "الشيطان الاكبر" منذ الثورة الاسلامية في 1979. وصفقت الصحف الايرانية الرئيسية أمس طويلا للنداء الذي وجهه خاتمي من اجل الحوار بين الشعبين الاميركي والايراني، لكنها كررت المواقف السابقة المتحفظة عن اي حوار مع الحكومة الاميركية. واقترحت صحيفة "القدس" ان تلي مبادرة خاتمى مبادرة مماثلة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون يتوجه فيها عبر "وسيلة اعلام ايرانية وخصوصا عبر التلفزيون الرسمي" الى الشعب الايراني. وفيما لم تبدر بعد اي ردود من القادة الايرانيين على اقتراح خاتمي معاودة الاتصالات للمرة الاولى بين الكتاب والصحافيين والجامعيين الاميركيين والايرانيين، انتقد عدد من الصحف الرئيس الايراني على "العديد من المقاطع" في مداخلته التلفزيونية. فرأت صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة من اوساط الاصوليين ان "المحاورين" الاميركيين "لا يستحقون من الرئيس كل هذا الاطراء" لحضارتهم. وأبدت اسفها لپ"اعتذار" خاتمي للشعب الاميركي على احتجاز الرهائن في السفارة الاميركية في طهران في تشرين الثاني نوفمبر 1979، معيدة الى الاذهان ان الامام الخميني نفسه وصف "احتلال" السفارة بأنه "ثورة ثانية". اما صحيفة "ايران" الحكومية فصدرت بعنوان عريض "العالم يتطلع باعجاب الى خاتمي" وقالت ان "الجمهورية الاسلامية لا تعتزم الوقوف في وجه الاتصالات بين الشعبين". ورأت صحيفة "ايران دايلي" الناطقة بالانكليزية ان "الطريق سيكون طويلا لكي تحل الثقة محل العداوة والريبة في علاقات ايران مع الولاياتالمتحدة". لكن صحيفة "سلام" الراديكالية القريبة من الحكومة حذرت ضمنا من جانبها الاوساط المحافظة من اي استغلال سياسي لكلام خاتمي. وقالت "ان رسالة الرئيس اعمق من ان تؤدى بتسرع ومن دون تحضير وخلال فترة قصيرة الى مفاوضات بين الحكومتين". ورأت الصحيفة التي اسسها حجة الاسلام محمد خوئيني الناطق باسم الطلاب الذين احتلوا السفارة الاميركية "ان الرسالة ليست سوى مقدمة للتعبير عن كل ما باعد بين البلدين خلال السنوات الاخيرة". وقالت صحيفة "ابرار" القريبة من الحكومة هي ان "من يرون ان الرئيس خاتمي سيعطي الضوء الاخضر للاميركيين واهمون". وتابعت "خاتمي لم يقم الا بنقل رسالة المقاومة والتصلب لشعب ايران. وهذا سيكون بلا شك صفحة ناصعة من صفحات تحرك الرئيس منذ انتخابه". وكان وزير الاستخبارات الايراني دوري نجف ابادي اعتبر في خطبة الجمعة في قم ان خاتمي رفض رفضاً قاطعاً عودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقال في خطبة الجمعة في قم "ان القادة الاميركيين كانوا يتوقعون ان يقول الرئيس الايراني كلاما يمكن تفسيره على انه اشارة الى عودة العلاقات لكننا رأينا الرئيس يقول لا قاطعة" في هذا الشأن.