كثفت القوات الروسية امس القصف على العاصمة الشيشانية عشية انتهاء المهلة التي اعطتها للسكان المدنيين فيها "قبل تدميرها"، فيما نسب الى الرئيس الشيشاني الذي تردد انه غادر غروزني انه يوافق على مغادرة المدنيين شرط وجود ممر آمن لهم. ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن شريف يوسفوف الممثل الخاص للرئيس الشيشاني ان الأخير نصح مراراً المدنيين في غروزني بمغادرة المدينة، لكن عدم وجود ممر آمن حال دون خروجهم، متهماً القوات الروسية بأنها هي التي تمنع خروج المدنيين نظراً الى محاصرتها المدينة واستمرار القصف عليها. ورداً على عرض وزير شؤون الطوارئ الروسي سيرغي شويفو اجراء مفاوضات مع مسخادوف، اعلن المسؤول الشيشاني الاستعداد لمثل هذه الخطوة شرط وقف العمليات الحربية فوراً. وكانت "انترفاكس" نقلت عن مصدر شيشاني ان مسخادوف موجود حالياً خارج العاصمة، مؤكدة انه لا يزال موجوداً في الشيشان. ويعتقد انه لجأ الى الجبال حيث يتحصن المقاتلون الشيشانيون بعدما زادت القوات الروسية هجماتها على المنطقة السهلية الآهلة بالسكان. وأفاد المصدر نفسه ان الطيران الروسي لاحق مسخادوف خلال الأيام الاخيرة وقصف اماكن لجأ اليها في غروزني او في قرى مجاورة. وكانت القوات الروسية تستعد امس لدخول بلدة شالي على بعد نحو 20 كيلومتراً جنوب شرقي غروزني. ونقلت "انترفاكس" عن فاليري مانيلوف النائب الأول لرئيس هيئة الاركان الروسية قوله: "اعتقد ان شالي ستحرر من قبضة المقاتلين الشيشان في المستقبل القريب". ومرة اخرى، نفى ان غروزني التي طوقتها القوات الروسية وتتعرض لقصف شبه يومي ستتعرض لهجوم شامل، لكنه قال ان حصار المدينة سيستمر. وقال مسؤول عسكري آخر ان القوات الروسية قد تختار الإبقاء على غروزني تحت سيطرتها دون اللجوء الى اقتحامها، وتركز في المقابل على التقدم جنوباً. وفي حال سقوط شالي ستسيطر القوات الروسية على كل منطقة السهل الخصيب جنوب غروزني، لينحصر وجود المقاتلين الشيشان في معاقلهم الجبلية في الجنوب. وتعرضت غروزني امس لقصف شديد. وقال مسؤولون في مقر الجيش الفيديرالي في موزدوك بأوستيا الشمالية، ان الطائرات الحربية اطلقت صواريخ على مواقع يشتبه بأنها تابعة للمقاتلين الشيشان.