أدى انفجار صواريخ وقنابل وسط العاصمة الشيشانية إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. ووجه الرئيس أصلان مسخادوف نداءات إلى قادة دول العالم لوقف "الإبادة الجماعية"، وحذر في الوقت ذاته من أخطار نزاع داخلي في الشيشان. وخلفت قنابل تساقطت على غروزني حفراً يصل قطر الواحدة منها إلى 12 متراً وعمقها إلى سبعة أمتار. وأكد مكتب الرئاسة الشيشاني ان "قتلى وجرحى كثيرين" سقطوا بسبب الغارات المكثفة أمس، بينما أكدت وزارة الدفاع الروسية ان القصف أدى إلى مصرع 150 "متطرفاً". وأدت غارة على مدينة شالي إلى جرح رئيس البرلمان الشيشاني رسلان علي حجايف الذي ذكر لوكالة "انترفاكس" ان صواريخ روسية استهدفت منزله وأدت إلى مصرع ابن عمه وأربعة من أقربائه. وقام طابور مدرع بمهاجمة قرية الخان قلعة الملاصقة لغروزني. ولكن مدير غرفة العمليات الشيشاني محمد سايدايف أكد ان الطابور الفيديرالي تراجع بعد ان خاض معركة هدفها استطلاع المنطقة تمهيداً لهجوم واسع. ووجه مسخادوف للمرة الأولى أمس نداء إلى الشعب الشيشاني اعترف فيه بأن غوديرميس، ثاني أكبر مدن الجمهورية، مطوقة بالكامل. وذكر أن محاولات تجري لإحكام الحصار على غروزني ومدينة ارغون. وحذر الرئيس من "نزاعات داخلية" بين سكان مناطق مختلفة. وطلب "كشف الخونة وتصفيتهم"، ودعا مجدداً إلى حوار مع موسكو. وقررت القيادة الشيشانية ارسال وفد لحضور قمة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي تنعقد في استانبول في 17 من الشهر الجاري، ثم سيقوم الوفد بجولة تشمل دولاً أوروبية وشرق أوسطية. ووجه مسخادوف نداء إلى قادة دول العالم، ناشدهم فيه "وقف الإبادة الجماعية الروسية ضد الشعب الشيشاني". وذكر ان القوات الفيديرالية تستخدم أسلحة الدمار الشامل مما يؤدي إلى مصرع المدنيين. وفي رسالة إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون وإلى هيئة الأممالمتحدة، دعا مسخادوف واشنطن والمنظمة الدولية إلى أن تكونا "وسيطين وضامنين" لتسوية سياسية يكون أساسها "احترام حقوق الإنسان الشيشاني وحقه في الوجود الحر والآمن". ولاحظ المراقبون ان مسخادوف لم يتحدث عن "استقلال" الجمهورية الشيشانية، ولكنه اتهم موسكو بالتنكر لبنود معاهدة السلام المعقودة عام 1997 والتي تعهدت روسيا فيها بالامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها لمعالجة أي قضايا خلافية. وفي أول رد فعل على هذا النداء، ذكر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أنه "لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد". وأضاف ساخراً ان لمسخادوف "ان يخاطب من يشاء حتى ولو كان البابا". واستبعد ان يقبل الرئيس الأميركي فكرة "الجلوس إلى طاولة محادثات مع ارهابيين". ويحظى رئيس الحكومة بدعم الجنرالات الرافضين للتفاوض ووقف القتال. وذكر قائد المجموعة الغربية الجنرال فلاديمير شامانوف أنه "مستعد للسير وراء بوتين"، ملمحاً إلى خلافه مع مدير الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين الذي يذكر أنه يدعو إلى التمهيد للحوار مع غروزني. وفي تهديد واضح، حذّر شامانوف من أن قرار وقف القتال سيدفع إلى "التخلي عن البزة العسكرية"، مكرراً تحذيره من أن جنرالات وضباطاً كثيرين سيستقيلون من الخدمة إذا قررت القيادة العسكرية وقف الزحف العسكري على غروزني.