مركز اللغة العربية في جامعة القاهرة يعلم اللغة العربية للأجانب من خلال دورات لاتقان العربية الفصحى نطقاً وكتابة، مع إعطائهم فكرة عن العامية المصرية وكيفية التحدث بها. التقت "الحياة" عدداً من الطلاب الروس الذين التحقوا بالمركز. تقول ليلا خراموفا: "ادرس في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو في كلية السياسة، وتخصصي هو العلاقات الدولية، وبدأت دراسة اللغة العربية قبل سنتين، لأنني اريد العمل بعد التخرج في سفارة روسية في احدى الدول العربية". وتقول إن صعوبة العربية تمثلت في البداية في كثرة المفردات وقواعد اللغة وقد وصلت الى درجة التحدث بالعربية بوضوح، لأن لدي ارادة قوية للوصول الى هذه الدرجة". وتؤكد أن الدورة فرصة طيبة لزيارة بلد عربي". ويقول ديمتري بوريسوف طالب في معهد البلدان الاسيوية والافريقية في جامعة موسكو. تخصصت في الاقتصاد الدولي، لا سيما اقتصاد شمال افريقيا، وأنا حاليا في السنة الثانية من الماجستير، وادرس الاستثمارات المباشرة الاجنبية لدول المغرب وتونس ومصر، ودور هذه الاستثمارات في التنمية الاقتصادية لشمال افريقيا، وقد درست اللغة العربية لمدة خمس سنوات". يقول إنه واجه صعوبات في بداية دراسة اللغة "لكني بذلت جهداً كبيراً في تعلمها، وكان ابرز صعوبة هي معرفة الفرق بين العامية والفصحى، لأننا في جامعة موسكو درسنا الفصحى فقط، وحالياً أدرس العامية، التي كنت في البداية لا افهم منها كلمة، لكن بعد وقت من الدراسة بدأت افهمها، وعرفت أن الفرق ليس كبيراً جدا بين العامية والفصحى، ففي الدورة الحالية درسنا العامية المصرية وحصلنا على محاضرات في الادب وفي اللغة الفصحى، وتدربنا على نطق وكتابة اللغة". وتقول غالية انور بك من معهد بلدان آسيا وافريقيا في جامعة موسكو: درست العربية في جامعة الكويت في مركز اللغات، لمدة سنة ونصف السنة، وبعد ذلك التحقت بالجامعة نفسها بقسم ادارة الاعمال، ودرست مبادئ الادارة والمحاسبة والاقتصاد، ومواضيع اخرى، ثم انتقلت الى الخرطوم حيث درست في قسم ادارة الاعمال، واستمررت في دراسة اللغة العربية، ثم انتقلت الى معهد بلدان آسيا وافريقيا في موسكو، ثم التحقت بهذه الدورة لمواصلة الدراسة. التدريب هنا ممتاز، صحيح انه توجد في موسكو مدرسة جيدة لتعليم قواعد اللغة العربية، ولكن، في القاهرة، نتعلم الفصحى والعامية عن طريق الممارسة العملية وليس بالدراسة فقط". وتضيف: رحلتي مع اللغة العربية بدأت قبل سبع سنوات، وكنت توقفت عن قراءة اللغة العربية عاماً كاملاً. فنسيت بعض القواعد والمفردات، لكني حالياً ابذل مجهوداً كبيراً لأتذكرها لا سيما انني مسلمة، وتعلم اللغة العربية اعتبره واجبا لقراءة القرآن الكريم والسنة النبوية. وتشير غالية انور بك الى انها عاشت في بلدان عربية عدة، وكان عليها أن تتعلم اللغة "وذلك لفهم مواطني هذا البلد وفهم الحضارة والثقافة، وسبب آخر لتعلمي اللغة العربية هو انني سأتخصص في التمويل والاستشارات المالية، واللغة العربية مساعد لي، لأنني لا اريد العمل في مكان بعينه، فأنا اريد العمل في سوق الاوراق المالية، وقد اتعامل مع دول الغرب ودول الشرق ومع روسيا، واللغة تساعد كثيرا في العمل". وتشارك انور بك زملاءها الرأي في أنها استفادت من تعلم العامية في جامعة القاهرة، "لأنني لم أدرس العامية المصرية من قبل، وإن كنت قد درست عامية السودان وهي قريبة من عامية مصر، ولأنني اعرف أن العامية المصرية منتشرة جداً في كل البلدان العربية لذلك اردت تعلمها". ويقول الياس ليفاشوف الذي يدرس في جامعة اللغات الاجنبية في موسكو: "ادرس العلوم السياسية المتعلقة بالشرق الاوسط، ومهتم جداً بالمشكلة الفلسطينية، وقد بدأت تعلم اللغة العربية قبل ثلاث سنوات، وأنا استخدم اللغة العربية لقراءة الجرائد والمجلات العربية للحصول على معلومات عن أزمة الشرق الاوسط، وقضايا العالم العربي مع اسرائيل، والأزمة العراقية. وكان تعلم اللغة العربية مشكلة بالنسبة إليّ، إذ لا توجد في روسيا كتب دراسية جيدة وجديدة، والكتب الموجودة في مكتبة الجامعة قديمة جداً، ومن بين الكتب الموجودة لدينا روايات نجيب محفوظ، وهو مشهور في روسيا باعتباره الاديب العربي الاول الذي حصل على جائزة نوبل". ويقول بسعادة بالغة: "حالياً وبعد دراستي في جامعة القاهرة، استطيع ان اتحدث مع المصريين في الشارع، وقد تعلمت الكثير عن الشعب والسياسة وروح الشارع المصري، ومازلت اريد أن اتعلم أكثر وأكثر الى ان اتحدث مثل المصريين، فأنا تعجبني اللغة والثقافة والحضارة العربية، ويعجبني كذلك الطقس". وتقول تاتيانا غريتسينكو التي تدرس التاريخ في جامعة موسكو: "بدأت ادرس اللغة العربية قبل خمس سنوات منذ كنت في السنة الاولى في معهد بلدان آسيا وافريقيا في موسكو، وقد تعلمتها لأدرس تاريخ العالم العربي، كانت الكتابة والقراءة بالنسبة إليّ صعبة في البداية، وكذلك تعلم قواعد العربية الفصحى، لكن بعد فترة اصبحت اللغة سهلة، وفي مركز اللغة العربية بجامعة القاهرة ندرس العامية المصرية لأننا في موسكو لم ندرسها، ونحن نعرف الفصحى أكثر، وهدفي من هذه الدورة هو دراسة العامية حتى استطيع التعامل مع المصريين"، ويضيف: "توجد في موسكو خمس او ست جامعات تدرس اللغة العربية، منها جامعة موسكو، وجامعة الصداقة بين الشعوب، وجامعة اللغات الاجنبية". ويقول سيرجي تيخونوف، الذي يدرس العلوم السياسية، بدأت دراسة اللغة العربية قبل نحو اربع سنوات، وأنا متخصص في سياسة الشرق الاوسط، لا سيما البلدان العربية، وهذا ما جعلني ادرس اللغة العربية لقراءة الجرائد العربية التي اقرأها بصفة يومية". ويقول تيخونوف إنه لم يواجه صعوبات في بداية تعلمه العربية. ويضيف: "لكي يتعلم الشخص اللغة تعلماً جيداً يجب أن يكون مهتماً بالبلدان التي تستخدم هذه اللغة، وكذلك ثقافة تلك البلدان، وبالنسبة إليّ فأنا مهتم بالسياسة والعلوم الاجتماعية، وقد اتيت الى دورة اللغة العربية في جامعة القاهرة لتحسين معرفتي بالعربية الفصحى، وتعلم العامية المصرية، وكان بين برامج الدراسة التجول في الشوارع، والتحدث مع المارة ومحاولة لفهمهم، والمصريون طيبون جداً ويرحبون بالأجانب". ويقول تيخونوف انه يقرأ الكتب المترجمة للادباء الروس الى اللغة العربية ليقارن بين النص الروسي والنص العربي، ومن الادباء العرب الذين قرأ لهم طه حسين ونجيب محفوظ. اما سيرجي كوزنيتوف الطالب في السنة الرابعة في جامعة موسكو وتخصصه العلاقات الدولية، فيقول: "ادرس اللغة العربية منذ نحو ثلاث سنوات، وقد اعجبتني كثيراً، ولأنني منذ طفولتي مهتماً بالشرق الاوسط والحضارة الاسلامية وغيرها من الامور التي ترتبط بالشرق عموماً، والشرق الاسلامي على وجه الخصوص، وتوجد في روسيا مراكز عدة لتعليم اللغة العربية. ولكن، مع الأسف لا يوجد الكثير من العرب في روسيا حتى نتحدث معهم، وفي رأيي ان اتقان اللغة يحتاج الى التحدث مع ابناء اللغة. يقول إنه حين وصل مصر وجد صعوبة كبيرة في التفاهم مع المصريين لأن الفصحى تختلف عن العامية المصرية، وكنا لا نفهم الناس في الشارع، ولكن بعد دراسة العامية في المركز اصبحنا نفهم أكثر فأكثر، وقد اعجبتني مصر وشعبها، وحلمي ان اعمل في السفارة الروسية في مصر وأعيش مع عائلتي فيها.