تبيليسي - أ ف ب - تثير زيارة البابا يوحنا بولس الثاني اليوم الى جورجيا انزعاجاً لدى أولياء الكنيسة الارثوذكسية المحلية الذين يخشون رسالة تبشير "صائدي الارواح الكاثوليكيين". وهذه الزيارة ستكون الاولى للبابا الى القوقاز حيث تمثل جورجياوارمينيا اولى الدول التي اعتنقت المسيحية في بداية القرن الرابع، حتى قبل الامبراطورية الرومانية. وكان من المفترض ان يزور البابا ارمينيا في تموز يوليو لكن وفاة رئيس الكنيسة الارمنية الكاثوليكوس كراكين الاول ارغمه على إلغاء الزيارة. ويزور البابا جورجيا تلبية لدعوة من الحكومة والكاثوليكوس ايليا الثاني. ومن المتوقع ان يدعو الى تعايش بين الكاثوليك المقدر عددهم ب120 الف شخص مع الكنيسة الجورجية التي تعتمد الطقوس الارثوذكسية. وتعتبر الحكومة زيارة البابا مهمة في اطار العلاقات العامة وقال الرئيس ادوارد شيفارنادزه "انه يجري الترحيب بالبابا يوحنا بولس الثاني في كل انحاء العالم باحترام كبير وجورجيا ستتبع هذا التقليد". واعتبر ضيفه "أحد الشخصيات السياسية الاكثر تألقاً والأكثر تقدمية في عصرنا". لكن المؤمنين الجورجيين الاربعة ملايين لا يشاطرون رئيسهم هذا الحماس. ويخشى الارثوذكس المحليون على غرار بطريرك موسكو رسالة تبشير في بلد لا يزال فيه كثير من الناس يبحثون عن معتقدهم الديني بعد 70 عاماً من الالحاد الذي فرضه الاتحاد السوفياتي السابق. ونظم خمسة كهنة من الكنيسة الجورجية صلاة في بداية الشهر للاحتجاج على مشروع القداس الاحتفالي الذي سيقيمه البابا بمشاركة الكاثوليكوس ايليا في احدى ساحات وسط تبيليسي. وقال الاب الكسندر بولكفازده "اننا هنا لحماية البلاد من الخطيئة الكاثوليكية". ودان الكاثوليكوس مبادرة الكهنة الخمسة لكن جرى تغيير مكان القداس الاحتفالي من وسط المدينة الى الملعب الرياضي في تبيليسي. ويكشف الجدل الذي احيط بزيارة البابا عن انقسام عميق داخل الكنيسة الجورجية حول ضرورة الانفتاح على ممارسات ووجهات نظر الغرب او على العكس البقاء منطوية على تقليد قديم يعود الى عصور عدة. وذهب بعض الكهنة الى حد اعتبار اللقاء المتوقع بين بطريركهم والبابا على انه كفراً. وقال الاب زوراب من كاتدرائية سيون "اننا اكيدون ان الحكومة تجبر ايليا الثاني على المشاركة في الشعائر الدينية الكاثوليكية مع البابا" مضيفاً انها "خطيئة فادحة من مسيحي ارثوذكسي".