ىأمل الوسيط الاميركي في ايرلندا الشمالية جورج ميتشيل في جمع اطراف النزاع الاسبوع المقبل لاعادة عملية التسوية التي اطلقها قبل 18 شهراً الى مسارها الصحيح. وبعد لقائه ممثلى الاطراف ورئيسي الوزراء البريطاني والايرلندي، توجه ميتشيل الى واشنطن لاطلاع الرئيس بيل كلينتون على نتائج تحركاته التي احاطها بالكتمان، فيما استمرت المخاوف من عودة العنف الى الاقليم المضطرب. اعرب السيناتور الاميركي السابق جورج ميتشيل عن امله في اقناع الاطراف الايرلندية بتنفيذ مضامين اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه قبل 18 شهراً، ويقضي باشراك طرفي النزاع الرئيسيين البروتستانت والكاثوليك في حكم ذاتي في الاقليم. وتفادى ميتشيل الذي التقى امس رئيسي الوزراء البريطاني توني بلير والايرلندي بيرتي اهيرن، تحديد موعد للاعلان عن انتقال الاتفاق الى مرحلة التنفيذ، مكتفياً بالقول انه سيبذل جهده ليتم ذلك في اقرب وقت. ولم يحدد ميتشيل مضمون التقرير الذي يتوقع ان يقدمه الى الحكومات المعنية بعد جمع طرفي النزاع الايرلنديين الاسبوع المقبل، تاركاً المجال للتكهنات في موعد التنفيذ وآليات الحل. وكان طرفا النزاع في أيرلندا الشمالية استأنفا اول من امس محادثات السلام بعد 36 ساعة من تعليقها موقتاً بقرار من ميتشيل. وكان ميتشيل بدا يائساً من نجاح الوساطة بين الوحدويين البروتستانت المؤيدين للحكم البريطاني والجمهوريين الكاثوليك الممثلين بحزب شين فين الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي المطالب بالاستقلال او الاتحاد مع الجمهورية الايرلندية جنوباً. وأعرب ميتشيل منذ أسبوع عن رغبته في التخلي عن مهمته. ولكن المحادثات استؤنفت بصورة مفاجئة وتحركت المفاوضات لتدخل أسبوعها التاسع. وتدور المحادثات في سرية كاملة. ويلتقي ميتشيل مع الاطراف المعنية في بلفاست بهدف إيجاد صيغة ترضي الجانبين. ويتركز الخلاف بين حزب أولستر الممثل للوحدويين وحزب شين فين على نزع سلاح الجيش الجمهوري الايرلندي. ويصر الوحدويون على ضرورة أن يبدأ الجيش في نزع سلاحه قبل اشراكهم في حكومة محلية موسعة يتم تشكيلها في أيرلندا الشمالية. وقبيل بدء المحادثات مباشرة، قال كين مغينيس وهو احد قادة الوحدويين أن من الاهمية بمكان اتاحة الوقت الكافي للمحادثات. وفي المقابل، قال مارتن ماكغينيس وهو الرجل الثاني في قيادة الجمهوريين أن من الضروري التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت.